السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
والدي ووالدتي يصلون الفجر بعد طلوع الشمس -حوالي الساعة السادسة-، وقد حذرتهما أكثر من مرة لكن دون جدوى، وأريد أن أصلي الفجر لكنني لا أستطيع الذهاب إلى المسجد بمفردي لأننا نسكن في شقة وأخشى الصعود والنزول وحدي، ولأن المسجد ليس بالقريب جدا، فهل أستطيع أن أصلي في البيت؟ علما أن الخوف يسيطر علي منذ سنوات من الأوهام والجن والموت.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدني تذكيرك لوالديك بضرورة أداء صلاة الفجر في وقتها، فإن الله سبحانه يقول: (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ))[النساء:103]، وأرجو أن تواصل نصحك لهما ولكن برفق وأدب، وقدوتك في ذلك خليل الرحمن عليه وعلى نبينا صلاة الواحد الديان، وقد نقل لنا القرآن خبره ولطفه في النصح فقال سبحانه: (( يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ))[مريم:43-45]، ودافعك لذلك قول الله في كتابه: (( وأنذر عشيرتك الأقربين ))[الشعراء:214]، ولا تيأس فسوف يأتي اليوم الذي تجد فيه الاستجابة لك مع ضرورة زيادة البر لهما والإحسان إليهما.
ونحن ندعوك إلى أن تحاول النصح لكل واحد منهما على انفراد مع ضرورة اتخاذ المدخل الحسن وذلك بذكر المحاسن والإيجابيات قبل طلب تفادي السلبيات، وأخلص في الدعاء لهما قبل النصح وبعده، ونسأل الله أن يقر عينك بهدايتهم وأدائهم للصلاة في وقتها.
وأرجو أن تجد في الزملاء والجيران والفضلاء من يرافقك إلى المسجد، ولا داعي للخوف فإن الإنسان الذاكر لله في حصن منيع، ونحن في بلد آمن ولله الحمد، واعلم أن كيد الشيطان ضعيف: (( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ))[النحل:99-100]، واعلم أن الكون ملك لله وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، فتعوذ بالله من الشيطان، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا وخططوا وكادوا لك فلن يستطيعوا أن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
وأما بالنسبة لصلاة الفجر فأرجو أن تحاول الذهاب وبمجرد خروجك من باب المنزل فسوف تجد من يمشي إلى المسجد وسوف تأنس بهم ويأنسون بك، وإذا كان المسجد بعيد فإن الخطوات مكتوبة ومحسوبة في ميزان حسناتك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تطرد عن نفسك عناصر الخوف والضعف، وكم نحن سعداء باهتمامك بالصلاة وبأمرك بالمعروف وبحرصك على الخير، ونسأل الله أن ينفع بك أهلك وبلادك والعباد، وأن يكثر في أمتنا من أمثالك وأن يعيد لنفسك هدوءها وطمأنينتها.
ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك النجاح والفلاح.
وبالله التوفيق والسداد.