السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعي وعندي مشكلة التأتأة في الكلام، فمع وجود الناس أمامي لا أستطيع النطق وأتلعثم، وهذا يسبب لي الإحراج، علما بأن نفس الموقف يحدث مع أصدقائي في بعض الأحيان.
لقد سببت هذه المشكلة لي كثيرا من التعقيد وعدم المبادرة في الكلام والنقاش والخوف من الفشل. فهل هناك حل؟ وهل يفيد العلاج بالإبر الصينية وذلك لما له من فائدة في تقوية الأعصاب؟!
وبارك الله فيكم ونفع بكم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المعاني حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك وأن تكون أكثر انطلاقة في نطقك.
يعرف عن التأتأة بأنها تكثر وسط الذكور كما أنها تجري في بعض الأسر، وربما يكون القلق هو أحد المسببات التي تثير التأتأة أيضا لدى بعض الناس، والشيء المطلوب دائما أن تعالج التأتأة منذ سن مبكرة، ولكن يمكن مساعدة جميع الناس الذين يعانون من هذه التأتأة في جميع المراحل العمرية.
الشيء الذي أرجوه أولا أن تبذل جهدا بأن لا تراقب الطريقة التي تتحدث بها.، وأعرف بأن ذلك ليس سهلا ولكنه يعتبر ركيزة أساسية جدا للتخلص من التأتأة، فالإنسان حين يسلط نفسه على نفسه بالمراقبة الشديدة لأدائه فهذا يقلل من الأداء ويؤدي إلى ما يعرف بقلق الأداء، فأرجو أن تبذل جهدا قدر المستطاع في ذلك.
الشيء الآخر الذي أرجوه هو أن أؤكد لك أن التأتأة أمر موجود ومعروف، ولا تعتقد أن الناس تراقبك بالصورة التي تتصورها، فهذا ليس موجود وليس حقيقة، فالتأتأة ليست أمرا شإذن ولا خارجا عن النطاق، فأرجو أن تقلل من قلقك حيال ما تعتقده مراقبة مفروضة عليك من الآخرين.
ثالثا: أرجو أن تحدد الكلمات أو الأحرف التي تجد فيها صعوبة في نطقها، وبعد ذلك قم بتخير مائة كلمة تبدأ بأحد الحروف التي تعاني من نطقها، وعلى سبيل المثال إذا كانت هنالك صعوبة في نطق حرف الألف تخير مائة كلمة تبدأ بحرف الألف، وهكذا بالنسبة لحرف الباء أو أي من الحروف التي تعاني من نطقها، وقم بعد ذلك بتكرار هذه الكلمات بصوت عالي، وكرر الكلمة بمفردها، ثم بعد ذلك أدخلها في جملة، واجعل الجملة تبدأ بها، ثم بعد ذلك قم بتسجيل صوتك، وقم بعد ذلك بالاستماع أداءك، وسوف تجد أن أدائك أفضل مما تتصور، وهذا سوف يشجعك.
كما أرجو أن تتكلم ببطء، فهذا من الأمور الضرورية جدا، وحاول دائما أن تكون مرتفع الصوت، وحاول أن تأخذ نفسا في بداية الكلام، فهذا أيضا سيساعدك كثيرا، وأرجو أن تذهب إلى أحد المشايخ أيضا وتتعلم منه مخارج الحروف، ولا شك أن تلاوة القرآن تؤدي إلى طلاقة اللسان، وهذه أمور ثابتة، وعليه؛ فأرجو أن تنضم لإحدى حلقات التلاوة، فهذا إن شاء الله يساعدك كثيرا وييسر عليك كثيرا.
أرجو أيضا أن تقوم بممارسة تمارين الاسترخاء وخاصة تمارين التنفس، وهنالك عدة طرق لممارسة هذه التمارين، وتوجد كتب وأشرطة وكتيبات مختلفة توضح كيفية القيام بهذه التمارين، وهذه التمارين في أبسط صورها تتمثل في أن تستلقي في مكان هادئ وتتخيل شيئا طيبا، ثم بعد ذلك تغمض عينيك وتفتح فمك قليلا، وخذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واملأ الصدر واجعل البطن ترتفع قليلا - وهذا هو الشهيق - ثم بعد ذلك أمسك الهواء قليلا في صدرك، ثم بعد ذلك أخرجه بكل بطء وقوة - وهذا هو الزفير - فالزفير يجب أن يكون عن طريق الفم والشهيق عن طريق الأنف، ولكن الزفير من الأفضل أن يكون عن طريق الفم، وكرر هذا التمرين (4-5) مرات بمعدل مرتين في اليوم، واجعله أمرا ثابتا بالنسبة لك.
ثم يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، فهنالك بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف التأتأة، وهذه الأدوية في معظمها هي مضادة للقلق، فهنالك عقار يعرف باسم هلوبريدول، وهو أكثر الأدوية التي تمت دراستها في هذا السياق، ووجد أنه بجرعة نصف مليجرام صباحا ومساء يساعد كثيرا، فأرجو الحصول عليه وأن تبدأ في تناوله بالجرعة المذكورة سابقا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف مليجرام يوميا لمدة شهرين ثم توقف عن تناوله. وهنالك أدوية أخرى مثل الفلونكسول والولانزبين الذي يستعمل أصلا في علاج الفصام، ولقد وجد أنه بجرعة صغيرة مثل 2.5 مليجرام في اليوم ربما يساعد في التخلص من التأتأة.
أسأل الله لك العافية، وأرجو أن تطمئن، وأن تطبق التمارين السابقة فسوف تستفيد منها كثيرا إن شاء الله وكن أكثر ثقة في نفسك فهذا مهم جدا، ولا مانع أيضا أن تذهب وتقابل أخصائي التخاطب، ويوجد الآن أخصائيون للتخاطب وهو بالطبع سوف يقدم لك إن شاء الله كل المشورة وكل المساعدة.
وبالله التوفيق.