تردد الفتاة في القبول بخطيبها لمظنة اتصافه بالبخل

0 374

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا فتاة تقدم لي شاب وقام بخطبتي منذ حوالي خمسة أشهر، والذي شدني إليه هو التزامه الديني فقط، ولكن الناس لاموني كثيرا لأني على قدر من الجمال وهو على غير ذلك تماما، وليست هذه هي المشكلة، ولكن من تصرفاته أحس أنه بخيل، لكن والدتي تقول: إن أي شاب يكون هكذا لأنه يدبر نفسه للزواج.

وسأحكي لكم بعض المواقف التي استنتجت منها أنه بخيل، بداية منذ الخطوبة لم يأت لي بشيء، وفي إحدى زياراته لنا أتى ببعض الفواكه فقالت له أمي: لا تأت بهذه الأشياء مرة أخرى، ومنذ هذه المرة لم يدخل بشيء طوال خمسة أشهر.
وفي يوم من الأيام ذهبنا إلى النادي مع أهلي وأتى معنا، وكان هو الرجل فقط، ولكننا مشينا ولم ندفع الحساب واعتذر بأنه نسي، ولكن كان له نقود باقية عند الأمن وتذكر أن يأخذها.
وكان قد وعدني أثناء الخطوبة أنه سوف يأتي لي بخاتم، ولكني قلت له: خاتم الخطوبة كبير علي فهل من الممكن أن أبدله؟ فرد وقال: إذا أردت تغييره فغيريه وليس لي دخل في ذلك.

وقد خرجت مرة معه ومع أخواتي وكان وقت غداء ولم يعرض - حتى مجرد العرض - أن نأكل، فأنا في حيرة وأخاف أن أكتشف بعد العقد أنه بخيل، فما رأيكم؟!
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرمين حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدني رضاك بصاحب الدين، وأعجبني قولك: (شدني إليه التزامه)، وأفرحني تفهم والدتك لوضع الشاب، ولا عبرة بلوم الناس فأنت التي سوف تعيشين معه، وليس من الضروري أن يكون الرجل جميل الشكل، ولكن من المهم أن يكون صاحب دين وأخلاق وقدرة على تحمل المسؤوليات، وقد أحسنت والدتك بنهيها له عن المجيء بأشياء إلى منزلكم، وكم تمنينا أن نتعرف على وضعه المادي حتى نحكم ببخله أولا، ولكن الأمر سوف يهون إذا وجد الدين، وما ذكرتيه من المواقف لا تدل بالضرورة على بخل الشاب، ونحن في الحقيقة نتمنى أن تقل الزيارات والطلعات ويسعدنا أن تسارعوا بإكمال مراسيم الزواج.

وأرجو أن يفهم الجميع أن النقص من طبائع البشر فلن يجد الرجل امرأة بلا عيوب ولن تجد الفتاة رجلا يخلو من النقص، ولكن السعيد من تنغمر سيئاته في بحور حسناته، والإنصاف يقتضي أن نضع إيجابيات أي شخص إلى جوار سلبياته ثم ننظر ونتأمل، وكفى بالمرء نبلا أن تكون سلبياته محدودة ومعدودة وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.

ونحن نوصيك بتقوى الله ثم بعدم التردد في إكمال المشوار مع صاحب الدين الذي رضيت به الأسرة، واعلمي أنك تستطيعين أن تؤثري عليه ومن مصلحتكم المحافظة على الأموال لأنكم سوف تحتاجونها بشدة خلال مسيرتكم التي تسأل الله أن يكللها بالنجاح وأن يرزقكم الأبناء البررة أهل الصلاح وأن يوسع عليكم، إنه الكريم الفتاح.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات