تكرار الحرف الأول للكلمات على الرغم من إجراء العملية

0 355

السؤال

السلام عليكم
أولا: أشكركم جزيل الشكر على هذه المبادرة الطيبة......وبعد:

أنا بعمر 27 سنة، مستوى جامعي في الحقوق، وفقني ربي بعد جهد مضن حتى أنهيت دراستي بسبب هذه العاهة الحقيرة التي أصابني الله بها، ولا زلت حتى الآن كذلك، فقد قمت بإجراء عملية جراحية على اللسان منذ أكثر من 12سنة.

للأسف لم تأت هذه الأخيرة بشيء، فمشكلتي بالضبط هو تكرار الحرف الأولي في بعض الكلمات، مثل حرف الطاء، الدال، الراء...الخ، مما جعلني لا أستطيع مواجهة الغير في أبسط المواقف.

كما أني قد فزت بشهادة الماجستير ولم أستطع الدراسة بسبب هذه العاهة، كما أنني حرمت من عدة وظائف راقية بسببها، لذا أرجو أن تفيدوني بكل صغيرة وكبيرة عن هذا الداء.

أحيانا أقول: لو خلقني ربي أبكما لكان أفضل لي من هذه العاهة.
السلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي، أولا أود أن أقول لك: إن هذا ابتلاء بسيط، لا تكن يائسا وضجرا لهذه الدرجة يا أخي، الابتلاءات دائما في ظاهرها قد تكون مؤلمة لصاحبها، ولكن في حقيقتها وداخلها -إن شاء الله- خير كثير للإنسان إذا صبر عليها.

التأتأة يا أخي موجودة ومنتشرة، ويقال إن سيدنا موسى والله أعلم أنه لم يكن طلقا في لسانه، وربما كان يعاني من شيء من التأتأة .

أخي، أرجو أن تتأمل في ذلك، وأن تتذكر ذلك، ولا تنس أنك بالرغم من هذه التأتأة وهذه العلة الموجودة في كلامك، استطعت أن تتخرج من الجامعة واستطعت أن تنجز، وهذا في حد ذاته أمرا طيبا، والذي أود أن أؤكده لك أن الناس لا تراقبك بالصورة التي تتصورها أنت يا أخي...أبدا.

لا تعتقد أن الناس تحتقرك، بل على العكس، الناس في نظري خاصة المعتبرين منهم ينظرون إليك بكل اعتبار وبكل تقدير، ويقدرون مجاهداتك وصبرك على هذا الابتلاء، وأنك استطعت أن تنجز، فيا أخي أرجوك ثم أرجوك أن لا تكون ضجرا، هذا أمر ضروري؛ لأن التضجر والقلق في حد ذاته يزيد من التأتأة، ولكن الإنسان الذي يقبل، والإنسان الذي يكون مسترخيا، والإنسان الذي لا يراقب أداءه الكلامي أيضا، تقل عنده التأتأة.

هنالك ما يعرف بقلق الإنجاز أو قلق الفعل، أي أن الإنسان حين يقوم بعمل ما إذا راقب نفسه وكان هنالك قلق مصاحب، هذا يؤدي إلى إضعاف الفكر وإلى إضعاف العمل، وهذا يدخله في حلقة مفرغة ما بين الفشل والقلق، فإذن أخي أرجو أن تستوعب ذلك، وأكون شاكرأ ومقدرا لك .

أخي، التأتأة لا يعرف لها سبب، ولكن هنالك بعض الدراسات تشير أنها تجري في الأسر، بمعنى أن الجانب الإرثي ربما يلعب دورا ولكنه ليس الإرث المباشر، إنما هو الميول والاستعداد الإرثي وليس أكثر من ذلك، وقد لوحظ أيضا أن الذكور بصفة عامة هم أكثر عرضة للتأتأة من الإناث، وأن الإناث أكثر فصاحة، وأن البنت تتكلم قبل الولد.

هذه هي تقريبا الأسباب المعروفة، وهنالك بالطبع أسباب أخرى تكون عضوية، مثل أن يكون اللسان معلقا ومربوطا، وفي هذه الحالة يمكن أن تجرى عملية جراحية بسيطة، لكن نجاح هذه العمليات يعتمد على عمر الطفل أو عمر الإنسان، فالذي تجرى له العملية في وقت مبكر ربما تكون النتائج أكثر إيجابية .

عموما يا أخي أرجو أن يكون هذا التفسير قد أفادك بعض الشيء، والشيء الآخر هو أن تحدد الأحرف التي تجد صعوبة في نطقها، وبعد ذلك قم بتخير الكلمات التي تبدأ بها هذه الأحرف، اختر خمسين كلمة لكل حرف، بعد ذلك قم بترديد هذه الكلمات بصوت عال، ردد الكلمة مفردة، ثم بعد ذلك أدخلها في جملة، ويفضل يا أخي أن تقوم بتسجيل هذا، وتستمع لنفسك، وسوف تجد يا أخي أن أداءك إن شاء الله هو أفضل مما تتصور، حاول يا أخي أيضا أن تتكلم ببطء، فهذا أمر مفيد، حاول أن تأخذ نفسا دائما عند بداية الكلام، املأ صدرك بالهواء وأنت تبدأ الكلام، هذا أيضا يفيدك إن شاء الله .

أخي، وجد أن تلاوة القرآن الكريم والتحقق والتأكد وإجادة مخارج الحروف تساعد الإنسان أيضا في طلاقة اللسان وإزالة التأتأة بإذن الله، فكن حريصا على كل ذلك .

وجد أيضا أن ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مثلا تساعد أيضا في إزالة القلق، وهذا بالطبع يؤدي إلى تحسن الكلام وإزالة التأتأة أيضا.

إذن أخي: هذه كلها آليات وسبل طيبة جدا لأن تتعايش وتعالج هذه الحالة التي تعاني منها أنت .

توجد أدوية طيبة جدا وجد أنها تفيد، وهذه الأدوية ربما تعمل من خلال تخفيف القلق، من أكثر الأدوية التي تم دراستها أحد العقارات القديمة، وهذا الدواء يعرف باسم هلوبريدول، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيضه بمعدل نصف مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم توقف عنه .

لا شك يا أخي أن تمارين التنفس وتمارين الاسترخاء بصفة عامة هي أيضا مفيدة جدا .

في الختام لا تنس موضوع الدعاء، ادع الله أن يحل هذه العقدة التي في لسانك، ادعه سبحانه وأنت موقن بالإجابة، وأرجو أن لا تحس بالضجر، ولا تحس بالقلق، وعليك يا أخي أن تواصل الدراسة، وأنا سعيد جدا أنك مقدم على دراسة الماجستير، وإن شاء الله الدكتوراه بعد ذلك، ولا أرى عائقا بالنسبة لك، وأرجو أن أؤكد لك أيضا أن التأتأة تقل نسبيا مع تقدم العمر وهذه بشارة أخرى.

أسأل الله لك التوفيق والسداد .

ولا يفوتنا أن نحيلك على استشارات سابقة عن كثرة الابتلاءات والصبر عليها:
(19497 - 264720 - 110650 - 264483 - 255637)

مواد ذات صلة

الاستشارات