التبدل في أعراض الوساوس خاصة الطقوسية منها

0 505

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من الوسواس بجميع أنواعه تقريبا وكذلك الخوف والقلق ومعظم الأمراض النفسية، حيث كنت من فكرة واحدة تافهة أنشغل بها لأيام وأضيع كثيرا من الوقت والمعاناة.

وعانيت من هذا الوضع لمدة سنتين، وقد عملت جاهدا بمساعدة نفسي للتخلص من هذا الوضع، والحمد لله من خلال القراءة عن هذه الأمراض، وسماع بعض المحاضرات المفيدة لبعض المختصين في هذا المجال، وبالتوكل على الله واليقين والجلسات الاسترخائية التي كنت أقوم بها دائما، ولم أذهب لأي طبيب، وأنا الآن بحمد لله شبه معافى من هذا المرض، ولكني لاحظت أنه من الممكن أن يرجع هذا المرض بسرعة.

والأمر الثاني أني أعاني من الوسواس الشكوكي خصوصا وفقط للأبواب، فأتفقد الباب عدة مرات ولدقائق، مع أني متأكد أني أغلقته، فكيف أتخلص من هذا الوسواس الشكوكي؟ وما هي الإجراءات اللازمة لاتخاذها بعد أن عالجت نفسي ولله الحمد والمنة للحيلولة دون رجوع المرض؟ وما رأيكم بالعلاج الدوائي كمرحلة ثانية بعد أن تخلصت من أكثر من 90% من المرض.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأود أن أبعث لك بتهنئة خاصة فيما قمت به من جهد لمعالجة الوساوس القهرية والأعراض المرتبطة بها، وحقيقة هذا هو الجهد المطلوب وهذا يدل أن الوساوس يمكن التغلب عليها إذا كان الإنسان لديه الإرادة والقوة والتوكل المطلوب لمجابهة هذه الأعراض، فالوساوس هي أعراض مكتسبة، والشيء المكتسب يمكن أن يفقده الإنسان، ويمكن أن يزيله إذا جد في ذلك، فهذا أمر طيب.

وبالنسبة لما تبقى من وساوس شكوكية والمتعلقة بالتأكد من إغلاق الباب عدة مرات، فهذه من الوساوس المعروفة والمعتادة أيضا، والوساوس قد تتبدل وقد تتغير من وقت لآخر، لذلك وصفها أحد المختصين بأنه من الأمراض الذكية جدا، ولكن هذا يجعلك أكثر تصميما وأكثر قوة وأكثر ذكاء إن شاء الله للتخلص منه.

وبالطبع يجب أن تسير على نفس منهج القناعات الشخصية التي استطعت أن تصل إليها، وهي أن تحقر الوساوس وأن تقاوم الوساوس وأن لا تعطيها قيمة مطلقا، وبالنسبة لهذا الوسواس فأرى أنه يمكن أن تربطه بفعل آخر أو فكر آخر أو قول آخر، فعلى سبيل المثال حين تغلق الباب قل أستغفر الله مرة، أغلق الباب ثم قل أستغفر الله، وحين تراودك فكرة الرجوع لتفقد الباب قل أنا ما دمت قلت أستغفر الله فيعني أني قد أغلقت الباب، مع اليقين والقناعة والتأكيد فلذا لن أرجع، اربط ما بين إغلاق الباب وما بين الاستغفار، فهذا يفيد جدا، وحقيقة أود منك أن تقوم الآن بهذا التمرين، فعلى سبيل المثال من أجل المعالجة قم بإغلاق أحد الأبواب في البيت أو حتى الباب الرئيسي، وحين الإغلاق قل أستغفر الله، ثم أترك الباب واجلس أو حتى أخرج قليلا من المنزل لمدة خمس إلى عشر دقائق، ثم مرة أخرى قم بإغلاق الباب وكرر الاستغفار، وتذكر دائما أن حين تقول استغفر الله هذا يعني نهاية المطاف بالنسبة لإغلاق الباب، أي أن إغلاق الباب قد انتهى، فكرر هذا التمرين، والتمرين الآخر هو حين تفتح الباب تذكر أن الفتح لمرة واحدة إذن الإغلاق أيضا لمرة واحدة.

والناس الذين لديهم وساوس قهرية حول إغلاق الأبواب ليس لديهم وساوس حول فتح الأبواب لأن الباب يفتح أمام الإنسان ويعبر من خلاله، فإذن تذكر أن الفتح هو مثل الإغلاق بالضبط ويكون لمرة واحدة هذا أخي إن شاء الله يفيدك كثيرا هذه التمارين السلوكية البسيطة.

وبالنسبة للدواء فأنا من أنصار استعمال الأدوية مع الوساوس القهرية؛ لأني على ثقة تامة أن الأدوية تمهد للإنسان لتطبيق العلاجات السلوكية، حيث أن الدواء يشعر الإنسان بالراحة والاسترخاء والتفاؤل، وفي ذات الوقت بالطبع سوف يتحكم الدواء في الجانب الكيمائي أو البيلوجي المتعلق بالوساوس القهرية.

وهناك عدة أدوية في حالتك أعتقد أن البروزاك سوف يكون مناسبا، والبروزاك أو أي مركب كيمائي دوائي يحتوي على البروزاك، والمركب العلمي هو فلوكستين، وأرجو أن تتناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم 20 مليجرام، ويفضل أن تتناولها بعد الأكل، يمكن أن يكون صباحا أو مساء، واستمر عليها لمدة شهر، ثم ارفعها إلى كبسولتين في اليوم لمدة شهرين، ثم بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله .

وهذا سوف يدعم إن شاء الله هذا الشفاء وهذا التفاعل الإيجابي من جانبك، وبالطبع عليك أن تتمسك بالمعالجات السلوكية وحقيقة أنا سعيد جدا أن أعرف أنك قد استعطت أن تتخلص من الوساوس وتحقق هذه النجاحات دون مقابلة الأطباء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات