السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ولدي عمره 15 سنة ولديه بقع فاتحة على وجهه تظهر أحيانا وتختفي أحيانا أخرى، ولا يشكو من شيء ولا توجد هذه البقع في أماكن أخرى من جسمه، ولا يشعر بحكة أو ألم، وليس لدينا أحد في العائلة لديه هذه البقع.
علما أننا نستخدم نفس المناشف، وقد ظهرت لديه منذ أربع سنوات تقريبا ولكن تظهر وتختفي، وتكون أكثر وضوحا عند عودته من المسبح، ولكن هي موجودة سواء كان هناك مسبح أم لا، فما هذه البقع؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Siham حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن وجود البقع البيضاء الفاتحة على الوجه خاصة في هذا السن وخاصة في فصل الصيف وبعد السباحة هو أمر شائع ويدل على ما يسمى بالنخالية القاصرة أو النخالية البيضاء.
فالوصف السابق إذن يتماشى مع ما يسمى بالنخالية القاصرة (Pityriasis alba)، وهي عبارة عن بقع ليست ناصعة البياض كالبهاق ولكنها أقل لونا من المواضع الطبيعية للجلد المجاور، وهي أكثر ما تصيب الوجه خاصة عند الأطفال وبدرجة أقل عند البالغين، وعندما تبدأ تكون عليها وسوف بيضاء خفيفة تشبه الملح أو الدقيق المطحون، وقد تبدأ بشيء من الاحمرار الذي غالبا لا يلاحظه صاحبه، وهي أيضا غالبا ما تزيد في أشهر الصيف وتقل في أشهر البرد، وغالبا ما تزيد عند من يتعرضون للشمس أكثر من أولئك المقيمين في الظلال؛ ولذلك عزاها بعض الأطباء للشمس.
ولقد وجد بالتجربة أن إعطاء الفيتامينات يقلل من حدوثها ويحسنها، فعزاها البعض إلى نقص الفيتامين، ويعتبر ذلك من طرق العلاج التي يمكن مشاركتها مع غيرها من أنواع العلاج، كما أن هناك دراسات وجدت زيادة نسبة الديدان المعوية عند من يعاني منها، ولكن هذه دراسات قديمة لم تتكرر والأمر قابل للنقاش.
وأما العلاج الموضعي فقد وجد أن استعمال المراهم الكورتيزونية الخفيفة تحسن هذه الحالة؛ لأنها التهاب والكورتيزون هو مضاد التهاب.
إذن يمكن أن نلخص الموضوع بأن الحالة هي تظاهرة جلدية - وليس مرضا - تصيب أصحاب البشرة السمراء خاصة ومنهم الأطفال والمراهقين خصوصا.
وننصح بتجنب الشمس بشدتها صيفا، وننصح باستعمال واقيات الضياء والفيتامينات العامة ومنها مضادات التأكسد مثل فيتامين سي، مع استعمال كريم هيدروكورتيزون 1% مرة يوميا، ومع المدة التي قد تستغرق أسابيع سيتحسن الوضع بإذن الله، ولكن قد يكون هناك عودة لهذه التظاهرة بين الحين والآخر كلما توفرت الظروف المناسبة كما ذكرنا.
والله الموفق.