السؤال
شاب خطب فتاة لدينها وخلقها، ولكن والدها رفضه، علما بأن الفتاة موافقة مبدئيا؛ لأنه ليس من القبيلة، ولم يخبره بالسبب الحقيقي، فهل يطلب يدها من والدها مرة أخرى؟ أم يعتبر أن ما حصل هو نتيجة لصلاة الاستخارة فيصرف نظره عن الفتاة؟
شاب خطب فتاة لدينها وخلقها، ولكن والدها رفضه، علما بأن الفتاة موافقة مبدئيا؛ لأنه ليس من القبيلة، ولم يخبره بالسبب الحقيقي، فهل يطلب يدها من والدها مرة أخرى؟ أم يعتبر أن ما حصل هو نتيجة لصلاة الاستخارة فيصرف نظره عن الفتاة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن من يكثر طرق الأبواب يوشك أن يفتح له، وإذا كانت الفتاة صاحبة دين وأخلاق فإنها العملة النادرة، والسعادة في العاجلة والآجلة، ولا بأس من إدخال الوساطة وطلب المساعدة من أصحاب الفضل والوجاهات، وتكرار المحاولات بعد اللجوء إلى رب الأرض والسماوات، فإن حصلت الموافقة وحلت المشكلات فعليه أن يحمد واهب العطيات، وأرجو أن يعلم الجميع أن صلاة الاستخارة لا تمنع حصول الأزمات لكنها تجلب لصاحبها الرضا بما قدره رب البريات، ولا بأس من تكرارها فهي لجوء لمن بيده التوفيق والخيرات، فسبحان من يجيب المضطر ويحقق للناس الغايات.
ونحن لا ننصح بمعاندة الأهل؛ لأن الفتاة يصعب عليها أن تسعد مع زوجها إذا لم يوافق أهلها عليه، كما أن الأولياء هم مرجع الفتاة في حال موت الزوج أو اختلافه مع زوجته، ولذلك أشركتهم الشريعة في الأمر وجعلت لرأيهم مكانة وفي ذلك صيانة للبنات وتكريم لهن، والرجل يحترم المرأة التي يحترمها أهلها ويهتموا بأمرها.
أما إذا تعذر حصول الموافقة، فنحن ننصح الجميع بطي تلك الصفحة، وننصح الرجل بأن يبحث في موطن آخر والنساء ولله الحمد كثير.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ونصيحتي لمن جعل الله ولاية النساء بيده أن يتقي الله ويراعي مصلحة الفتيات، فإن مصلحتهن في الارتباط بصاحب الأخلاق والدين مهما بعدت واختلفت قبيلته أو قل المال الذي بيده، كما أن ميل الفتاة إلى رجل دليل على تلاقي الأرواح فإن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وربما كان حرمان الفتاة من الارتباط بمن تريده سببا في شقائها، فويل ثم ويل لمن يقف في طريق بناته وأخواته لأسباب جاهلية.
ونسأل الله أن يرد الجميع إلى دينه وشرعه، وأن يقدر لشبابنا الخير حيث كان ثم يرضهم به.
وبالله التوفيق والسداد.