المخاوف المتنوعة والضيق من الأصوات العالية وعلاجها

0 486

السؤال

السلام عليكم.

أنا امرأة متزوجة، وأعيش في الغربة، ولدي ولد والحمد لله، منذ سنة وأنا أعاني من حالة نفسية، ومع مرور الأيام ازدادت حالتي سوءا، وهي أني أقول -بل استغراب أو حالة تعجب، لا أعرف ما هذا علما بأن عندي نقصا في هرمون الغدة الدرقية- هل فعلا أنا متزوجة وأعيش هنا في الغربة؟ وأحيانا أخاف من البشر ومن النهار ومن الليل وحتى من الشمس، أخاف من كل شيء، حالتي صعبة، عندما أستغرب أقوم وأقرص يدي أو بطني وأقول: هل فعلا هذا صحيح؟ فماذا تسمون حالتي؟ هل هي جنون أم سوف تؤدي إلى الجنون؟

أريد منكم طريقة تذهب عني هذه الحالة، لا أريد دواء، أريد طريقة عملية، أيضا أخاف أن أستحم في الحمام، بل أشعر أن الحمام قد كبر، وأضيق من الأشياء الكبيرة الواسعة ومن الأشياء الضيقة ومن الأصوات العالية.

أرجوكم ساعدوني.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأعراض بالرغم من غرابتها كما وصفتيها إلا أنها تفسر على أنها من أعراض الوسواس القلقي، في الأصل أنت لديك شيء من القلق النفسي، وهذه التساؤلات وهذه الاستفسارات الداخلية وما يدور في خلدك من أشياء تستغربينها وتركزي عليها كثيرا هي في الحقيقة وساوس قهرية، ولكنها وساوس مرتبطة بالقلق، ولا أعتقد أيتها الأخت الفاضلة أن لهذا الأمر علاقة بعجز الغدة الدرقية، ولكن بالطبع من الضروري جدا أن تفحصي الغدة الدرقية باستمرار، وأن تتناولي هرمون الثايروكسين كما يصفه لك الطبيب المعالج، وسوف توزن الجرعة بالتأكيد حسب النقص الموجود في الغدة الدرقية.

إذن: لا علاقة للغدة الدرقية بهذه الأعراض، وإن كنا نعرف أن اضطراب الغدة الدرقية يؤدي إلى الاكتئاب النفسي في كثير من الأحيان، وكذلك ضعف في التركيز.

العلاج يتكون من جانبين: هنالك جانب نفسي وهنالك جانب دوائي، وبالرغم من أنك تقولين أنك لا تودين أن تتناولي أي أدوية -وبالطبع هذا ليس صحيحا؛ لأن القلق والوساوس يوجد لديها منشأ كيميائي أو بايولوجي، وما هو بايولوجي أو كيميائي لا يصحح إلا عن طريق الكيمياء، وفي هذه الحالة هي الدواء،- إلا أني أؤكد لك أن الأدوية الموجودة الآن هي أدوية سليمة وفعالة جدا، وحقيقة اتضح أيضا أن الأدوية تهيأ الإنسان وتجعله أكثر قبولا للعلاج السلوكي؛ لأنها تزيل القلق.

سأبدأ بالجانب النفسي وهو العلاج السلوكي، ويتمثل في أن تحقري هذه الأفكار، حقريها وقولي لنفسك أنا لا أعاني من شيء ينقصني، هذا مجرد قلق، ولن أقلق، ولن أوسوس أبدا، الشيء الثاني هو كل فكرة تأتيك أو فعل تقومين به أرجو أن تقومي بفعل مضاد له، وأن تركزي كذلك على التفكير أو القول المضاد لما ينتابك، هذه هي الطرق النفسية، وهذه بالطبع تتطلب أن تجلسي في مكان هادئ، وأن تهيئي لنفسك لهذه المعالجات النفسية، فالأمر لا يمكن أن يؤخذ بصورة عشوائية، يجب أن تخصصي وقتا لهذا العلاج النفسي، وتتأملي في كل هذه الأفكار التي تنتابك والتي هي تزعجك، تأملي فيها تأملا عميقا، ثم بعد ذلك أعيدي التأمل ولكن بصورة مخالفة، ولكن التأمل التحقيري بأن تحقري هذه الأفكار، وأن لا تعطيها أهمية، وكذلك أن تستبدليها كما ذكرت لك بما هو مضاد لها.

كل جلسة من هذه الجلسات النفسية يجب أن لا تقل من عشرين دقيقة إلى نصف ساعة بمعدل جلسة إلى جلستين في اليوم، هذا هو المطلوب أيتها الأخت الفاضلة من ناحية العلاج النفسي السلوكي.

هنالك أيضا علاجات نفسية سلوكية أخرى، وهي علاجات عامة، وتتمثل في أن تكوني فعالة، بأن تجيدي استغلال الوقت وتقسيمه، وإدارته بالصورة الصحيحة، خصصي وقتا للبيت، ووقتا للاطلاع، ووقتا للترفيه عن الذات، ووقتا للعبادة، ووقتا للتواصل ...وهكذا، فإدارة الوقت تقلل كثيرا من الأعراض النفسية؛ لأن الإنسان الذي يدير وقته بصورة جيدة لا يترك متسعا من الوقت للأعراض النفسية خاصة القلق.

فإذن: إدارة الوقت، والشعور بالإيجابية، هي من العلاجات النفسية السلوكية الضرورية.

أختي الفاضلة! نأتي للجانب العلاجي وهو الأدوية، وحقيقة بالرغم من عدم قناعتك بها، إلا أنني أشد قناعة أنها سوف تفيدك، والأدوية كما ذكرت لك سليمة وفعالة ومجربة، ومن أفضل الأدوية العقار الذي يعرف باسم باكسل (Paxil) والجرعة المطلوبة في حالتك هي 10 مليجرامات أي نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفعيها إلى 20 مليجراما أي حبة كاملة، وتستمرين عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضين الجرعة بعد ذلك إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم بعد ذلك نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن هذا الدواء.

أنا على يقين وثقة كاملة إن شاء الله أنه بتطبيق الإرشادات السلوكية السابقة وتناول الدواء المطلوب سوف تختفي هذه الأعراض.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات