السؤال
السلام عليكم.
زوجي دائم الإيذاء لي ولأهلي ولمشاعري، ويسبني ويشتمني بأبشع الألفاظ، فكيف أتخلص منه؟
علما بأنني أصبحت أكرهه، ولا أرغب بالعيش معه، وهو يريدني أن أتنازل عن حقوقي لكي يطلقني، فماذا أفعل؟
وشكرا.
السلام عليكم.
زوجي دائم الإيذاء لي ولأهلي ولمشاعري، ويسبني ويشتمني بأبشع الألفاظ، فكيف أتخلص منه؟
علما بأنني أصبحت أكرهه، ولا أرغب بالعيش معه، وهو يريدني أن أتنازل عن حقوقي لكي يطلقني، فماذا أفعل؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهل في هذا الزوج جوانب إيجابية؟ لأن الإنصاف يقتضي وضع الحسنات إلى جوار السيئات، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، ثم أرجو أن نعرف ما هي أسباب تلك القسوة والإساءة، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وكم عمر العلاقة التي بينكما؟ وهل بينكم أطفال؟ وهل هو قريب لك؟ وهل هو من الجيران؟ وما هي الآثار المتوقعة إذا حصل الطلاق؟ وما هي الخيارات المتاحة بالنسبة لك في حال حصول الطلاق؟ وهل أنتم تحترمون أهله؟ وهل كانت علاقتكم مسبوقة بتجاوزات عاطفية؟ وهل زوجك سليم من الناحية الصحية؟
وأرجو أن تدركي الهدف من طرح هذه الأسئلة هو التنبيه لضرورة التفكير بصورة شاملة وعميقة قبل الإقدام على أي خطوة قد تكون لها آثارها السلبية.
وإذا كان هدف هذا الرجل من الشتم والسب والاهانة هو إلجاءك إلى طلب الطلاق والتنازل عن حقوقك فإن ذلك محرم عليه، والله تبارك وتعالى يقول: ((ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن)) [النساء:19]، والله تبارك وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما، ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)) [الشعراء:227].
ونحن نتمنى أن تؤدي ما عليك وأن تعاملي زوجك بما يرضى الله، واعلمي أن إساءة الزوج لا تبيح لك العناد ومقابلة الشر بمثله، وكل مقصر سوف يلقى الله بتقصيره، كما أرجو أن تتجنبوا إدخال الأطراف الأخرى لأن ذلك يعقد المشكلة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالصبر على الأذى واحتساب الأجر عند الله، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام، كما أرجو أن تتجنبي ما يثيره ويغضبه، ولن يضع أجرك عند الله، ومن الضروري أن تستخيري قبل الإقدام على طلب الطلاق وشاوري أهلك ومحارمك، ونحن لا ننصح بطلب الطلاق إذا كان هناك أمل في التحسن وقدرة على الصبر.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيكم به.
وبالله التوفيق.