الاستخارة في الارتباط بفتاة والميل نحوها

0 345

السؤال

السلام عليكم.

أبلغكم جزيل الشكر، وبارك الله فيكم، أرجو منكم النصيحة والإرشاد.
أبلغ من العمر (24) سنة، وأدرس سنة أولى ماجستير، الموضوع أني قمت بصلاة الاستخارة (7) مرات، كما قرأت في إحدى الاستشارات حول موضوع فتاة في الحقيقة أعجبتني، وهي تبلغ من العمر (18) سنة تقريبا، ثم أعجبتني أكثر عندما سمعت أنها تدينت، فاستخرت الله، وشعرت في كل مرة أني منجذب إليها أكثر وارتاح قلبي.
فهل هذا دليل على أن أمر هذه الفتاة فيه خير إن شاء الله؟
فإن كان كذلك فكيف لي أن أعرف عنها أكثر وأعرف موقفها تجاهي؟
هل لي أن أستعين في ذلك بأحد أقاربي (ابنة خالتي مثلا)؟
أرجو منكم أن تعينوني وتبينوا لي جانب الشرع في هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلن يندم من يستخير ويستشير ويحرص على طاعة الرب القدير، وشكرا لك على ثنائك العطر، ونسأل الله أن يسهل لك الأمر، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يفرحهم تعلق الشباب برب البشر وتوجهم إلى من يجلب الخير ويدفع الضرر.

وأرجو أن تعلم أن الإنسان إذا وجد في نفسه ميلا لفتاة فعليه أن يطرق باب أهلها، ويتعرف عليهم، ويطلب منهم أن يتعرفوا عليه، وأفضل من ذلك أن يأتي بأهله ويعلن رغبته، وهذا السبب الذي شرعت لأجله الخطبة، فإن حصل الوفاق والتوافق وشاهدها وشاهدته وحصل القبول الحسن فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنكر منها اختلف.

وإذا أردت أن ترسل بنت خالتك، وأفضل منها خالتك؛ لأنها محرم لك، فلا بأس في ذلك، والنساء أعرف بالنساء، فليس في الشريعة ما يمنع ذلك، بل هو أسلوب متبع في كثير من المجتمعات الإسلامية، ولكن لا ينبغي التوسع في العلاقات العاطفية قبل حصول الرابطة الشرعية.

ولا يخفى على أمثالك أن الخطبة ما هي إلى وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، وله أن يكلمها في الأمور الضرورية في حضور محرم من محارمها، ونحن لا نفضل طول فترة الخطبة، ونتمنى أن تتحول العلاقة إلى علاقة زوجية؛ وذلك لأن طول فترة الخطبة والتوسع في العلاقات سبب من أسباب الفشل في الحياة الزوجية، وهذه نتائج دراسات غربية وأخرى عربية، كما أن فترة الخطبة وعلاقاتها تقوم على المجاملات وإظهار المحاسن دون السلبيات.

والحب الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد قوة بالتعارف على البر والتقوى، وهو حب مسئولية وقبول للشخصية بما فيها من إيجابيات وجوانب سلبية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وكم نحن سعداء بكمال عقلك وحسن تصرفك وتحكمك لعقلك بعد شرع الله؟ ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات