السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة أدرس في جامعة على طريقة النظام المفتوح، وأعاني من مشكلة كبيرة جدا أثناء الامتحانات، فأنا أدرس بشكل جيد، وطريقة دراستي هي أني أنهي المادة في المرة الأولى ثم أعيدها مرة أخرى، لكني أثناء تأديتي الامتحان لا أتذكر أي شيء من المادة، مع أن الأسئلة تكون سهلة ومألوفة لدي، لكن لا أدري ما الذي يحصل معي! أنا هكذا منذ فترة طويلة، وقد مللت الدراسة لهذا السبب، فعلاماتي أصبحت متدنية، فهل يوجد حل؟ أرجوكم ساعدوني.
عندي مشكلة أخرى أيضا تخص الجامعة، يوجد شخص من المسؤولين داخل الجامعة دائما يضايقني بتصرفاته، ويخلق لي مشاكل بخصوص دراستي في الجامعة، وعندما يتكلم معي يتكلم بلهجة عصبية وغضب.
أنا أعلم أن طبعه ليس كذلك مع باقي الطلبة، مع العلم أنه حصل لي معه موقف منذ أكثر من سنتين لأمر أردت منه مساعدتي فيه، وهو أمر عادي يخص احتساب مادة من المواد، وقتها تكلم معي بكل عصبية فلجأت إلى مدير الجامعة، وأخبرته بالأمر وتفهمني المدير، ولكنه لم يلم هذا المسؤول؛ مما جعله يزداد كرها لي يوما بعد يوم.
مع أن أموري الجامعية هو المسؤول عنها بشكل كامل، ومع ذلك أحاول قدر الإمكان أن لا ألتقي به، لكنه هو من يتسبب لي بالمشاكل، أصبحت أصاب بالرعب عند رؤيته، فكيف أتصرف معه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الإنسان إذا فعل الأسباب ثم توكل على الكريم الوهاب، وتوجه إلى من يهدي إلى الصواب، ولم يعول على الأسباب -لأن التوفيق من رب الأرباب- نال النجاح وكان من أولي الألباب، والعاقلة لا تقول: قرأت واجتهدت وسأنجح، لكنها تقول: وأسأل الله النجاح. وهذا الذي نريد أن ننبه إليه حتى لا نكون مثل قارون الذي خرج من بطن أمه عاريا، وأعطاه الله الأموال فقال بعد ذلك: (إنما أوتيته على علم عندي) [القصص:78].
أرجو أن تعلمي أن ذلك المسؤول، وكل من في الأرض لا يستطيعون أن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف.
اجعلي خوفك من الله وتوكلك عليه، واتقي الله واصبري، وإذا كان بالإمكان مجيء أحد العقلاء من أرحامك لزيارته والتفاهم معه بلطف؛ فإن ذلك قد يقلب موازين تعامله معك، حتى يعرف ماذا يريد، ويشعر أن وراءك من يهتم بك، والذي لا يهتم به أهله لا تهتم به إدارات التعليم في الغالب بكل أسف.
مما يعينك على الخروج مما أنت فيه ما يلي:
1- اللجوء إلى الله فإنه سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه.
2- الحرص على بر الوالدين وصلة الرحم، والإحسان إلى المحتاجين ليكون العظيم سبحانه في حاجتك.
3- محاولة التركيز أثناء الدراسة، وتكرار الأشياء المهمة، فإن العبرة في القراءة والمذاكرة ليست بكثرتها ولكن المهم هو التركيز والاهتمام.
4- اختيار الأوقات المناسبة للمذاكرة، والتوقف عند الشعور بالتعب أو النعاس أو الجوع.
5- إعطاء النفس حظها من النوم وحقها من الراحة، وما يناسبها من الغذاء خاصة في فترة الامتحانات وما قبلها.
6- عدم الاستعجال عند الإجابة؛ لأن فهم السؤال هو نصف الإجابة.
7- كثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار -صلى الله عليه وسلم- خاصة عند الشعور بصعوبة في الإجابة، وهكذا كان يفعل شيخ الإسلام ابن تيمية الذي كان ربما يستغفر ألف مرة عندما تصعب عليه مسألة فيفتح الله عليه، وهذا دليل على فقهه -رحمة الله عليه- فإن ما يصيب الإنسان بسبب ذنوبه، فإذا أناب واستغفر وتاب سهل الله عليه كل أمر عسير.
8- المحافظة على أذكار الصباح والمساء والإكثار من تلاوة القرآن والدعاء.
9- عدم إظهار ما وهبك الله من نعمة الاجتهاد والفراغ من حفظ المواد فإن العين حق، وقد قال نبي الله يعقوب لأبنائه: (لا تدخلوا من باب واحد) [يوسف:67] لأنه خاف عليهم الإصابة بالعين، ثم علمهم التوكل فقال: (وما أغني عنكم من الله من شيء)[يوسف:67].
10- ترسيخ معاني الثقة بالله ثم بالنفس، فلولا أنك قادرة على النجاح لما وصلت إلى هذه المراحل الدراسية.
11- شكر الله على ما حققت من درجات؛ لأن الإنسان ينال بشكره المزيد.
هذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وأخوان يسألون الله لك التوفيق والسداد والنجاح والثبات على الطاعة حتى الممات.
وبالله التوفيق والسداد.