السؤال
أحببت فتاة قريبة من أقربائي وتعلقت بها وتعلقت بي لغاية الجنون، اجتمعت معها بخفية عن أعين الآخرين من دون أذى -والله فقط لكثرة الاشتياق- طبعا أعلمت أهلي بهذه العلاقة دون أن أقول لهم عن تلك الاجتماعات السرية، وكانوا على استعداد لخطبتها لي لكن واجهتنا مشكلة أن والدتها لا تعطي للأقرباء، وخافت عائلتي من تلك المشكلة خوفا من أن تؤدي إلى مشاكل أكثر وأكبر بيننا وبينهم، وطلب مني أهلي أن أبتعد عنها، ولكني لا أستطيع!
والسؤال: ماذا أفعل؟ وهل تجاوز الفتاة هنا رأي أمها فيه نوع من غضب الوالدين؟ مع العلم أننا كل يوم والذي يليه نقترب من بعضنا أكثر وأخاف على نفسي وعليها من الفاحشة؟
الرجاء الرد بأقصى سرعة، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أول خطوات الرباط الشرعي تكون بعلم الآباء والأمهات حتى لا يحصل الإحراج والأزمات وهذا لوم منا لكل من يقدم العواطف على العقول والثوابت، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك رشدك.
ونحن لا نشجع الفتاة على معاندة أهلها ومخالفة رغباتهم، كما أنه يصعب عليك أن تسعد مع فتاة تخالف والدتها.
ولكننا ندعوك إلى معالجة الأمر بالحكمة وطلب مساعدة الفضلاء والعقلاء مع ضرورة التوبة من كل ما حدث في الخفاء، وعليكم بتقوى الله الذي يرى ويسمع النملة الزرقاء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء، واعلم أن الإنسان إذا استعجل الشيء قبل أوانه قد يعاقبه الله بحرمانه.
وليس في تلك الجلسات خير في كل الأحوال، وإذا علم أهل الفتاة بها فسوف تسوء العلاقات والأحوال، وإذا لم يعلم الناس فإن رب الناس لا تخفى عليه خافية وشؤم المعصية سوف ينغص عليكم حياتكم الهانية:
(( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63].
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله مع ضرورة تجنب التمادي مع العواطف لأنها عواصف – وأرجو أن يكون تعلقكم بالله وعلاقتكم على كتاب الله وسنة رسول الله، فإن من أحب شيئا دون الله عذب به ومن أحب شيئا كحب الله فقد أشرك بالله، وأفضل الحب ما كان أساسه الحب في الله وسقياه الحب المقبول في دين الله، وهو ما كان عن رضى وقبول وإعلان وفرح وسرور.
ولا يخفى عليكم أن الحب الحلال يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد بالتعاون على البر والتقوى.
وبالله التوفيق والسداد.