الموقف من رغبة الزوجة في منع دخول أولاد زوجها البيت خشية المشاكل

1 434

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد تقدم لي رجل مطلق وعنده أولاد من زوجته السابقة، فهل يحق لي أن أطلب منه عدم دخول أولاده إلى بيتنا الذي سنعيش فيه بعد الزواج؟! حيث إن أصغر أولاده عمره 18 سنة، وهم يعيشون مع أمهم.

ولا أقصد أن أمنعه من أولاده ولكن لا أحب أن يؤثروا على حياتي، ولا أحب أن يتدخلوا في أموري، وكذلك منعا لكل سوء فهم أو خلاف قد يحدث بيني وبينهم، فأود أن أطلب منه وأكون صريحة معه منذ البداية أن يكون اتصاله بأولاده خارج بيتنا أو عند طليقته أو في أي مكان آخر يختارونه ويجدونه مناسبا، مثل عند بناته المتزوجات، فهل هذا التصرف مني أو مجرد التفكير بهذا الشيء فيه معصية لأوامر الله؟ وهل يكون مخالفا لأوامر الله؟ وهل يعتبر قطعا لصلة الرحم؟

علما بأني لن أسمح لنفسي في يوم من الأيام أن أمنعه من الذهاب لهم وفي أي وقت أو تحت أي ظرف، وما ذكرته ناتج عن حبي للاستقلال وعدم حبي للمشاكل والقيل والقال؛ لأنهم يسكنون مع أمهم وسوف ينقلون لها كل صغيرة وكبيرة تدور بيننا في حال إذا جاءوا عندي في البيت، وأنا أقول: إني غير مجبرة أن أستقبلهم في البيت، وأنا قد تزوجت الرجل وليس لي أي علاقة بأولاده، مع احترامي لهم، ولا أكن لهم أي سوء، لكن كما يقول المثل: (الباب الذي يأتيك منه الريح أغلقه واسترح)، فما رأي الشرع في هذا؟

أفيدوني وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dana حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أعجبني قولك: (لن أسمح لنفسي في يوم من الأيام أن أمنعه من الذهاب لأولاده)، فإن ذلك دليل على عقلك وإنصافك، وهذا الأمر سوف يرفع قيمتك عند زوجك وسوف يجلب لك الخير ويرزقك بالأولاد البررة، فإن الجزاء من جنس العمل، وكم نحن سعداء بتواصلك مع الموقع، ولن نمل من خدمة أبنائنا وإخواننا وأخواتنا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يلهمك السداد والرشاد.

وأما بالنسبة لموضوع الاستشارة فنحن نتمنى أن تقدمي جانب الخير، وتحاولي أن تضعي نفسك في مكانه لو كان لك أولاد وقال لك زوجك: لا أريد أن يدخلوا إلى بيتنا، فما الشعور الذي كان سينقدح في نفسك؟ وهل للأولاد جرم أو ذنب ارتكبوه؟ وهل هم إلا ضحية من ضحايا خراب بيت مسلم بالطلاق؟
وأرجو أن تعلمي أن الإحسان يؤثر على بني الإنسان، ويجلب رضا الرحمن، ولا تظني أن شعورهم برفضك لهم سوف يخفف من المشاكل؛ بل ربما كان ذلك سببا لاستحكام العداء وتحريض والدهم عليك.

ونحن نتمنى أن تقدمي النوايا الطيبة، فإن ظهر لك ما يعكر صفو حياتك فاجتهدي في معالجة الوضع بالحكمة، وإذا اضطررتم إلى اتخاذ مثل هذا القرار فليكن منه هو لا منك أنت.

وإذا كان الإنسان مطالبا بالإحسان لكل الناس فكيف بمن لهم صلة بالزوج الذي هو أولى الناس بالمرأة؟! ولا يخفى عليك أن الإنسان يصعب عليه أن يفهم أنه محبوب إذا أعلنا له أننا لا نريد أولادك، ولن تنفع كلمات التعبير عن التقدير والاحترام لهم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونحن ننتظر من أمثالك الخير الكثير، ونسأل الله أن يصلح لك الأحوال وأن يرزقك طاعة الكبير المتعال.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات