السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا أملك السكن والوظيفة والمال الذي يسد حاجتي من الدنيا ولله الحمد، ولكني صحيا أحمد الله على نجاتي من عملية قلب مفتوح لاستبدال الصمام الأورطي، وأسأله الشفاء لجميع المسلمين، وأنا متزوج من إنسانة عصبية وسريعة الخطأ والغضب، وهذه طبيعتها، ولم تكن عندها الكفاءة في مهارات المنزل من طهي ونظافة المنزل وخلافه من أمور البيت، ولكن بها ميزات قلما تكون موجودة بهذا الزمان وهي الصدق والأمانة، ولي منها ولدان، ولكني غير مستقر عاطفيا معها.
علما أني أقوم بكل مسؤولياتي تجاه زوجتي وأولادي على الوجه الكامل ماديا وعاطفيا وشرعيا، فبماذا تنصحوني حتى أتمكن من سير الحياة مع زوجتي ولكي لا أفكر أن أتزوج مرة ثانية؟ ولكن عندما أفكر في الزواج من ثانية لابد من تفكير شامل، وخصوصا في الأولاد، وفي التي سأتزوج بها من تكون وما هي عيوبها وما هي ميزاتها؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MB3 حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هنيئا لمن حمد الله على العافية وشكر الله على نعمه وآلاءه، ولك منا بشرى بالمزيد، فإن الله وعد الشاكرين فقال: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) [إبراهيم:7]، وكم أنا سعيد بذكرك لمحاسن زوجتك وتسليطك الأضواء على صدقها وأمانتها، وقد صدقت فإن الصدق والأمانة أركان للأخلاق الفاضلة، وهكذا يكون الإنصاف، فإن الكمال محال، وإذا بلغ الماء فلتين لم يحمل الخبث، وأرجو أن تكثر من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم القائل: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر).
لك أن تتأمل الإعجاز في قوله: (المرأة خلقت من ضلع أعوج)، ولو تزوج رجل بكل نساء الدنيا فلن يجد امرأة بلا عيوب، كما أننا معشر الرجال لا نخلو من النقائص والعيوب، ولكن كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، وقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقة بقوله: (فاستمتعوا بهن على عوج) لأن ذلك العوج لا يستقيم إلا بالكسر وكسرها طلاقها، والطلاق ليس نهاية المطاف ولكنه غالبا بداية المشاكل والأزمات، فإن رباط الزوجية أوثق رباط، ولا عجب فإنه لحم ودم وذرة ومشاعر ومودة وعشرة، كما أن التجارب الجديدة بعد الطلاق لن تخلو من الأزمات والصعاب، ولكن اللجوء إلى الله والتعاون على طاعة الله والاحتكام لشريعة والتأسي برسول الله هو الذي يجلب السعادة بحول الله.
استعن بالله وأصلح ما بنيك وبين الله ليصلح الله لك زوجتك قال تعالى: (وأصلحنا له زوجه) [الأنبياء:90] فماذا كانوا يفعلون (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) [الأنبياء:90].
ومما يعينك على الخروج مما أنت فيه ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
2- تفادي ما يثير غضب الزوجة.
3- الصبر عليها واحتمالها فإن حسن العشرة لا تكتمل إلا بالصبر على الأذى والبعد عن الجفاء والستر على ما خفي.
4- تذكيرها بالله وتخويفها من عقابه.
5- معاونتها في أمور المنزل وجلب من تعلمها.
6- عم ذكر امرأة أخرى عندها، وتجنب مقارنتها بغيرها.
7- عدم تهديدها بالزواج عليها أو بطلاقها.
8- تذكيرها بحاجتك الصحية إلى الهدوء.
9- الثناء عليها أمام أهلها وتسليط الضوء على محاسنها.
10- القيام بواجباتك في الفراش والحرص على إدخال السرور عليها.
11- الخروج من المنزل إلى المسجد أو إلى حجرة أخرى عند ثورتها وغضبها.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.
وبالله التوفيق والسداد.