السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكو من ضيق في التنفس، وعند قراءتي للقرآن أشعر أنني أقل من أي شخص عادي في القدرة على إكمال الآية أو جزء الآية الذي أتلوه، ولاحظت مؤخرا عندما كنت ألعب إحدى مباريات الكرة على سبيل الترفيه بحرقان شديد في منتصف الصدر وعدم القدرة على إكمال الجري، وعقب ذلك شعرت بإجهاد استمر طوال اليوم، وتكرر مرة ثانية، وعند ذلك تأخذ جبهتي في التصبب عرقا وتصبح باردة جدا، وأشعر بهزال - كل هذا بعد المجهود طبعا -، فما نصيحتكم لي؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الضيق في التنفس قد تكون له أسباب عضوية، وقد تكون له أسباب نفسية، وقد يكون من أسبابه أن الإنسان لا يعرف كيف يتنفس بالصورة الصحيحة، عموما في مثل عمرك لا أعتقد أن هناك سببا عضويا، ولكن سيكون من الأفضل على الأقل أن تقوم بالفحوصات البسيطة الأساسية، فقابل أحد الأطباء وسوف ينصت إلى صدرك لمعرفة حركة دخول وخروج الهواء في الرئتين، وربما يقوم بإجراء صورة الأشعة للصدر، وهناك مقاسات واختبارات للتنفس سيقوم بها، وهي اختبارات بسيطة جدا، وهذا سوف يجعلك ويجعلنا أكثر اطمئنانا، فأرجو أن تقوم به، وأنا لا أعتقد أن هناك سببا عضويا، ولكن هذا لابد أن يتم.
وهناك واحد من الأسباب الكبيرة جدا التي تؤدي إلى ضيق النفس، وأعتقد أن ذلك ربما ينطبق عليك، خاصة عند قراءة القرآن، والإنسان يمكن أن يحسن عمق نفسه وذلك بتعلم المخارج الصحيحة للحروف، وكذلك أن يملأ صدره بالهواء، أن يكون جالسا ومسترخيا ويتأمل في شيء طيب، يغمض عينيه، يفتح فمه قليلا، ثم بعد ذلك يأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، هذا ضروري جدا، ويملأ الصدر بالهواء ويجعل البطن ترتفع قليلا، ثم بعد ذلك أمسك على هذا الهواء في صدرك لمدة خمس ثوان، ثم بعد ذلك يخرج الهواء بنفس البطء وبنفس القوة، هذا التمرين يجب أن يكرر خمس إلى ست مرات في الجلسة الواحدة بمعدل مرتين في اليوم، وبعد مدة سوف تحس تماما أن التنفس عندك قد أصبح أفضل، وبالنسبة لقراءة القرآن فيمكن أن تستعين بأحد الإخوة المشايخ، يعرف أنه في مثل هذه الحالات يجب أن تأخذ نفس عميق ما بين الآية والآية، فهذا يساعد كثير حقيقة في تحسين التنفس، وأن تقرأ بارتياح كبير.
وبالطبع هذه الأحوال تحتاج أن يثابر الإنسان على هذه التمارين، لا يمكن أن تتعالج من يوم واحد أو يومين، إنما اجعل التنفس العميق والبطيء منهجا بالنسبة لك، وفي نهاية الأمر سوف تجد إن شاء الله أن التنفس عندك قد تحسن كثيرا.
وبالنسبة للشعور بالحرقان ربما يكون هو تكون أحماض، فالأحماض ربما تؤدي إلى ذلك، وحقيقة الذين يحسون بالجهد الشديد مع بداية التمارين ننصحهم دائما بأن يبدأ هذه التمارين ببطء، ولا يزيدها عن خمس دقائق في اليوم الأول، ثم بعد ذلك يرفع المعدل بالتدريج، خمس دقائق كل يوم، وأن لا تزيد المدة عن 40 دقيقة إلى ساعة في اليوم، فهذا يكفي جدا، وهذه هي الطريقة الصحيحة.
وبالنسبة للتعرق وخلافه فهذا بالطبع ناتج عن الجهد الذي تبذله وعدم تحملك لهذا الجهد، وحقيقة أنا لا أعتقد أن هنالك شيئا عضويا، لكن أرجع للنقطة الأولى وهي من الضروري أن تقوم بعمل هذه الفحوصات، خاصة أنك تشعر بالهزال وأنك ضعيف وهكذا، يجب التأكد من قوة الدم ومستوى السكر ووظائف الكبد والكلى وكلها إن شاء الله فحوصات بسيطة جدا، وأصبحت متيسرة في هذا الزمان.
إذن؛ الذي نود أن نقوله لك هو: يجب أن تطمئن، هذا الموضوع بسيط إن شاء الله، عليك بإجراء الفحوصات، عليك بتدريب نفسك على تمارين الاسترخاء، وكيفية التنفس الصحيح، وبالرغم من أن التنفس في معظمه أمرا ليس إراديا، لكن الكثير من الناس لا يعرف أن يتنفس بالصورة الصحيحة، وبالطبع إذا استعنت بأحد الإخوة المختصين في الصحة النفسية بتمارين الاسترخاء فهذا سوف يفيدك أيضا؛ لأن التطبيق العملي دائما هو الأجود، ومن الملاحظ أيضا أن الإخوة أخصائيي التخاطب أصبحوا في الآونة الأخيرة يهتمون جدا بتعليم الناس كيفية التنفس الصحيح، فإذا تيسرت هذه الإمكانات أن تقابل مختصا في التخاطب، هذا سوف يساعدك كثيرا في تحسين طريق التنفس لديك، وكذلك كيفية قراءة القرآن.
ولا أعتقد أبدا أنك في حاجة لأي نوع من الدواء، فالأمر بسيط وحاول أن تطبق ما ذكرته لك، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق والسداد.