السؤال
السلام عليكم وحمة الله وبركاته.
أنا فتاة ملتزمة دينيا -والحمد لله-، ولكني وبفترة ضعف تعرفت على أحدهم، شاب ذي تفكير راق، وهو ملتزم، ومع الوقت صارت العلاقة بيننا علاقة أخوة، فبدأت أحدثه بأخباري ومشاكلي وهو كذلك، وفي فترة مررت بمشكلة كبيرة فلما أخبرته بها ساعدني بها، وأنبني للتهور الذي جعلني أتصرف ذاك التصرف، وأعطاني رقم جواله على أن لا نتكلم معا في الهاتف إلا لضرورة.
فضولي دفعني لأن أتصل عليه مرة وأتظاهر بأني طلبت الرقم الخطأ، وبعد أن حدث الحصار على غزة انقطعت أخباره، فصرت أتصل به فإذا رن هاتفه أطمئن أنه بخير، وإذا كان مغلقا كنت أعلم أن شيئا قد حدث، وفي يوم أعاد الاتصال لتكرر رقمي عنده، وكان يشك بأني المتصل، وبعدها صارت العلاقة عبر الهاتف ولا أدري كيف أنهيها، وبالأخص أني أشعر بالوحدة، ولا أجد من يسمعني، مع العلم أني قد قطعت علاقاتي السابقة على النت، فكيف أتصرف؟ وأكرر أن علاقتنا لا تتجاوز الأخوة، ولم يبدر منه أي كلمة سيئة للأخلاق.
واقبلوا احترامي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن براءة العلاقة وطهر الكلام لا يبرر الاستمرار في محادثة الرجال، والبدايات الطيبة قد لا توصل إلى نهايات محمودة، خاصة في مثل هذه الأمور التي يكون فيها الشيطان هو الثالث، بل وربما خدع الشباب بما يحصل من نصح وتوجيه وتعاون على البر والتقوى، وما أكثر التجارب المرة التي مرت علينا وندم أصحابها، والسعيدة من وعظت بغيرها والشقية من يجعلها الله عبرة لغيرها، والإسلام دين عظيم يسد الأبواب الموصلة إلى الشرور، ولا يعترف بعلاقة لا تقوم على شريعة الهدى والنور.
وأرجو أن يعلم الشباب أن كل علاقة لا تحتكم لشريعة الله تصبح وبالا على أصحابها في كل الأحوال، فإن حصل الرباط الشرعي بعد تلك المخالفات والمراسلات والمكالمات طاردت الأسرة الجديدة الشكوك والظنون، وسارعت إلى المشاعر الفتور؛ لأنها علاقات تقوم على المجاملات وإظهار الإيجابيات وإخفاء السلبيات – وإن لم يحصل الرباط ورفض الأهل إتمام الأمور أو حصلت عقبات وهذا هو الغالب في العلاقات التي تنشأ في الظلام، فإن نباتات الظل ضعيفة وبيئة الظلام مليئة بالميكروبات، فسوف تعلو بعد ذلك الآهات، وتصبح حياة الطرفين منغصة لأن الفتاة ستعيش مع رجل وقلبها عند آخر، والشاب يعيش مع المرأة ويسومها سوء العذاب لأن مشاعره في واد آخر.
ومن هنا فنحن ندعوك للمسارعة بإيقاف هذه العلاقة فورا أو تصوبيها وتصحيحها لتكون رباطا شرعيا معلنا إذا كان ذلك ممكنا، وحتى في هذه الحالة فإننا نطالبكما بكثرة الاستغفار حتى تفوزا بتوفيق وتأييد الواحد القهار.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ومرحبا بك في موقعك، وكم نحن سعداء بهذا السؤال الذي يدل على أنك على خير، فاقتربي من محارمك واحشري نفسك في جملة الصالحات، واحرصي على حضور مجالس الذكر وحضور المحاضرات.
ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ويرفع لكم الدرجات، وبالله التوفيق والسداد.