كيفية التخلص من تأثير أدوية الرهاب في اضطراب النوم وزيادة الوزن؟

0 708

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حقيقة أنا مللت جدا جدا من تغيير الأدوية والانتقال الدائم بسبب تأثيراتها الجانبية المزعجة جدا لأبعد حد، فكنت أتناول السيروكسات لمدة سنة ونصف، الدواء ممتاز لعلاج القلق والرهاب، لكنه يبعث على النوم الزائد العميق المزعج والسمنة السريعة، مع أني نحيف قبل تناول العلاج، وذهبت إلى دكتور واستبدله بالسبرالكس.

فحقيقة لم تتغير أبدا الأعراض الجانبية، النوم ثقيل، مع أني استعملت الرياضة وأنا رياضي أصلا لكن أثر علي هذا الدواء! بعث في الفتور وزيادة الوزن مع أني محافظ على أكلي جدا، لكن لا يتغير وزني أبدا حتى مع الرياضة، وذهبت للطبيب وغيره إلى أوروكس، فهو داوء ممتاز جدا لكنه يتقطع لا يؤمن بالشكل المطلوب، وأقل فائدة بالنسبة للرهاب حتى إن وزني بدأ يتراجع عند ترك الدوائين السابقين، فأنا حاليا أستعمل نصف حبة سبرالكس، والأعراض تخف كثيرا عن 10 جرام، لا أقدر أزيد عن 5، وحقيقة تعبت، وأرغب في أن أزيد الجرعة، لكن أعرف لا بالرياضة ولا شيء، النوم يثقل حتى مع التمارين أحيانا يأتي النوم.

أصبحت أكره العلاج وخففت منه لكن أريد دواء يقلل النوم لكي آخذ 10 سبرالكس، لأني تعبت من النوم بالجرعة 10، أنا لا أريد إلا دواء يخفف النوم حتى ولو كان غالي الثمن، لكن يأتيني اكتئاب قوي مع النوم الكثير الذي يسببه السبرالكس بالجرعة 10، وحتى ثبت موعده بعد العشاء لكن تعبت.

اكتشفت سبرالكس وسيروكسات هو علاجي وفي نفس الوقت يأتي الاكتئاب إذا تعمق نومي وزاد أتعب.

أريد حلا لهذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

أخي! أود أن أبدأ وأن أقول لك أن المرض حين يأتي للإنسان يتطلب الصبر، وتناول الدواء والاستمرار عليه أيضا يتطلب الصبر، وحتى حين تأتي الصحة والعافية تتطلب الصبر حتى يحافظ الإنسان عليها، والأدوية النفسية تتفاعل بطرق مختلفة مع مختلف الناس، ولكن بصفة عامة هذه الأدوية الحديثة هي سليمة وفعالة جدا .

أخي! هنالك جوانب غير دوائية تحسن من الطريقة التي يتناول بها الإنسان الدواء وتقلل من آثاره الجانبية، أنا بالطبع آسف جدا أن تحملك للأدوية أو أن آثارها الجانبية لديك شديدة بعض الشيء، ولكن الإنسان يجب أن يوازن بين الأمور، وهنالك طرق كثيرة جدا يمكن أن يتخلص بها الإنسان من هذه الآثار الجانبية، ولكن بالطبع تتطلب المجاهدة.

على سبيل المثال حين نتحدث عن زيادة الوزن، نعم نحن نعترف تماما أن بعض الناس يحدث لهم زيادة في الوزن بتناول هذه الأدوية، خاصة الزيروكسات والسبراليكس، وتكون هذه الزيادة في الأربعة أشهر الأولى، ولكن الذي يحافظ على غذائه، والذي يقوم بحساب السعرات الحرارية -يجب أن نكون علميين يا أخي في هذا السياق- ويتناول أطعمة ويحسب السعرات الحرارية بشرط أن لا تزيد عن 1500 في اليوم، هذا بالطبع لن يزيد وزنه مطلقا، والذي يمارس الرياضة بجدية يوميا بمعدل 40 دقيقة إلى ساعة في اليوم، هذا بالطبع سوف ينزل وزنه مهما كان، وهذا مثبت تماما.

كما أن الرياضة تقلل من النوم، ويا أخي! الصحة النومية يمكن أن يحسنها الإنسان حتى بتناول الأدوية.

أخي! أعرف من يتناول السبراليكس في أثناء النهار -وأنا لا أبالغ مطلقا يا أخي- دون أن تحدث لهم أي مشاكل مع اليقظة، فيا أخي! أنا أقدر ما تعاني منه، ولكن أريدك أن تبذل جهدا، وأريدك أن تكون إيجابيا في تفكيرك بالأخذ بالآليات الأخرى التي تساعد في تقليل النوم، على سبيل المثال: انتظم في النوم الليلي حدد وقته، تناول الدواء مبكرا بعد صلاة المغرب مثلا، هذا لا يمنع أبدا أخي، ويمكن أن تكون مستيقظا لمدة ساعتين أو ثلاث بعد ذلك، وأنا أعرف الكثير ممن يقوم بذلك دون أي مشاكل، في الصباح تناول فنجانا مركزا من القهوة، هذا إن شاء الله يعطيك بعض الطاقات، وكما ذكرت لك تعتبر الرياضة أمرا ضروريا جدا.

أخي! حقيقة استبدال الأدوية شيء ليس طيب أبدا؛ لأنه يؤدي إلى تغيرات في المسارات البايولوجية في الموصلات العصبية، والإنسان حين يستفيد من دواء من الأفضل أن يظل عليه مهما كانت التضحيات، وكما ذكرت لك توجد معالجات لهذه الآثار الجانبية.

بجانب ما قلته لك حقيقة أنا أقترح عليك أن تتناول السبراليكس بجرعة خمسة مليجرام ليلا وتتناول كبسولة من البروزاك في الصباح، نعم البروزاك هو لا يعالج الرهاب بشدة، ولكنه يعالج القلق ويعالج الاكتئاب، ومن ثم سوف يساعد في علاج الرهاب، وحين تتناول كبسولة واحدة من البروزاك و5 مليجرام من السبراليكس ليلا في نظري هذا لن يسبب لك أي نوع من النعاس؛ لأن البروزاك يعرف عنه أنه لا يسبب النعاس، بل إنه يؤدي إلى يقظة لدى بعض الناس.

وبعد أن ترى أن اليقظة تحسنت لديك يمكن أن ترفع السبراليكس إلى 10 مليجرام، هذه طريقة في نظري قد تكون جيدة جدا وفعالة جدا، وعليك أن تتبع هذا المنهج مع تحسين صحتك النومية بالأساليب التي ذكرتها لك، وكذلك تنظيم الطعام.

بالنسبة لزيادة الوزن، هنالك عقار يعرف باسم توبماكس ( Topamax ) هذا الدواء هو في الحقيقة يعالج أمراض الصرع، كما أنه يؤدي إلى تحسين المزاج، ونحن نصفه كثيرا لهذه الحالات لتحسين المزاج، ويعرف عنه أنه أيضا يؤدي إلى تقليل الوزن، فالذين يجدون صعوبات في التخلص من الوزن أنا أصف لهم التوبماكس بجرعة 25 مليجراما فقط، وهي جرعة صغيرة جدا، 25 مليجراما في اليوم يمكن أن يتناولها الإنسان، وكما ذكرت لك الدواء أصلا يحسن المزاج، ويعرف عنه أنه يؤدي إلى تخفيف الوزن نسبيا، فيا أخي! أيضا هذه وسيلة يمكنك أن تحاولها.

هنالك دواء مضاد للقلق والاكتئاب والتوتر، يعرف باسم ( Wellbutrin )، هذا الدواء مضاد للاكتئاب وفعال جدا ومضاد أيضا للقلق، ولكنه لا يساعد كثيرا في علاج الرهاب، يعرف عنه أنه يزيد اليقظة، أنه يقلل الوزن، أنه يحسن الأداء الجنسي، والأثر الوحيد الذي قد يسببه هو أن بعض الناس -واحد إلى اثنين بالمائة من الذين يتناولونه- ربما تحدث لهم نوبات صرعية بسيطة، وهذه نسبية ضئيلة جدا، وحقيقة أنا لم أشاهدها في الذين يتناولون هذا الدواء بجرعة 150 مليجراما صباحا ومساء، أي: الجرعة لا تتعدى 300 مليجرام، وفي هذه الحالة لن يحدث إن شاء الله هذا الأثر السلبي الذي ذكرته، إلا أن الدواء مميز جدا فيما يخص آثاره الجانبية، وهذا أيضا أخي يمكن أن تعتبره وسيلة، لكن أريدك أن تطبق المنهج الأول، وهو تناول البروزاك مع جرعة صغيرة من السبراليكس، مع الالتزام بالرياضة، والضوابط الغذائية، ثم بعد ذلك ترفع السبراليكس إلى 10 مليجرام، وإن شاء الله الأمور تسير على خير، ولا مانع أن تضيف التوبماكس للبروزاك والسبراليكس، فهذا إن شاء الله سوف يساعدك في تخفيف الوزن، وإذا فشلت كل هذه المساعي يبقى أمامك أن تستعمل الويلبوترين.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وعليك يا أخي بالصبر على هذه الأدوية، ففيها خير كثير بإذن الله تعالى، وهي من نعم الله علينا، كما أني أوصيك أخي أن تلجأ للوسائل العلاجية الأخرى غير الدوائية مثل التفكير الإيجابي، إدارة الوقت بصورة صحيحة، التواصل، ممارسة الرياضة، كلها مفيدة بإذن الله، وأشكرك كثيرا على تواصلك وثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات