السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هل يمكن لي أن أكون أسرة مع شخص يكون إخوانه غير أسوياء؟ علما بأن هذا الشخص لا يوجد عليه أي غبار فهو شخص ملتزم بدينه ويخاف الله، ولكن إخوانه غير ذلك، ومستقبلا فهؤلاء الإخوة سوف يصبحون أعمام أولادنا، فهل يعاقب هذا الشخص بأفعال إخوانه؟ وهل أرفضه أم أوافق عليه؟!
علما بأن أهلي استفسروا عن أخلاقه ودينه ولم يجدوا فيه شيئا يغضب الله، فأرشدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نونو حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فسبحانه من يخرج الحي من الميت، ويخرج الصالح من الطالح، وعكرمة هو ولد أبي جهل، وعبد الله بن عبد الله هو ولد زعيم المنافقين وهو من المؤمنين الصادقين، فسبحان القائل لرسوله: (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء))[القصص:56]، وما ضر نوح عليه السلام كفر ولده ولا تمرد زوجه، ولا ضر الخليل بعد أبيه، وكم تمنى صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام أن يدخل عمه في دين الله، ولكن الهداية بيد الله وحده، وهناك هدايتان: هداية الدلالة وهذه بيد الرسول وتعليمه ومنهجه، وهداية التوفيق وهي بيد الله وحده سبحانه.
وإذا تأكد لكم صلاح الرجل فأرجو أن لا تترددوا في القبول به، واعلموا أننا في زمان قل أن يجد فيه الإنسان أسرة كاملة من الصالحين الأطهار.
وأرجو أن تعلمي أن الأطفال يتأثرون بالدرجة الأولى بآبائهم والأمهات، فإذا كنتم صالحين فإن الله سبحانه يتولى الصالحين وينتفع الأبناء من صلاح آبائهم وأجدادهم قال تعالى: (( وكان أبوهما صالحا ))[الكهف:82] وأطفالنا ينتفعون بصلاتنا وصلاحنا، ولذلك قال سعيد بن المسيب لولده: (والله أني لأذكرك فأزيد صلاتي من أجل صلاحك).
وقد أسعدني سؤال أهلك عن الرجل وتأكدهم من صلاحه فإن هذا هو دور الأولياء الفضلاء، وليت كل الآباء والإخوان يقومون بمثل هذا الدور، فإن من وضع بنته أو أخته عند شقي عاص لله فقد قطع رحمها وخان الأمانة، والعبرة بصلاح الدين والأخلاق، كما أوصانا رسولنا عليه الصلاة والسلام حين قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بالقبول بمن ظهر لكم صلاحه، ونسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا وذرياتكم إلى يوم الدين.
وبالله التوفيق والسداد.