السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم إجابتكم على سؤالي السابق، ولعلي لا أوفي شكركم يا دكتور أحمد الفرجابي على إجابتكم الدقيقة والمريحة، وكما أشار سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه، الدين النصيحة.
في الحقيقة أردت أن أستفسر عن نقطة أخرى لو تكرمتم:
هل انشراح الصدر بعد صلاة الاستخارة يكون بالتحديد في ذلك الأمر الذي استخرت فيه؟ أعني تشعر بإقبال على ذلك الأمر تحديدا أم أن الانشراح يكون عامة؟
وحيث نصحتموني بإمكانية إرسال ابنة خالتي لتقصي الأمر، فما هو الأسلوب الذي يمكن اتباعه لمعرفة مدى تقبل الفتاة للأمر عامة؟ أي دون جزئيات مبدئيا ودون أن يعرف والديها.
مع العلم للفتاة أخت صغيرة، فهل يمكن الاعتماد عليها في تقصي شعورها.
شكرا لإصغائكم المتواصل، ألتمس فيكم الحلم والصبر في إجابتي وما أراني أشك في ذلك.
أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن انشراح الصدر ويسر الأمر وزوال الصعاب وفرح الأهل الأحباب دليل على الخير وفتح الأبواب، ومن الذي رفع أمره إلى الوهاب ولم يحالفه الصواب، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يجعلك من أولى الألباب، وأن يحشرنا وإياك في صحبة رسولنا والأصحاب، وشكرا لك على ثنائك العاطر، ونحن في خدمة الشباب لأنهم أمل الأمة، وعلى أيديهم سوف يرتفع الكتاب بفضل القادر مسبب الأسباب.
ولكن أريد أن أنبه إخواننا الكرام إلى أنه ليس من الضروري أن يرى بعدها رؤية، وليس من الضروري أن لا تحصل صعوبات، ولكن المهم في الاستخارة هو اللجوء إلى الله وشعور المسلم أنه أدى ما عليه، وتوجه إلى من بيده الخير، وردد في استخارة اللجوء إلى الله، وتفويض الأمر إليه، وطلب منه سبحانه أن يقدر له الخير ثم يرضيه به؛ لأن الإنسان قد يقدر له الخير ولكنه لا يرضى به فيكون في ذلك وبال وضيق عليه، وسأل ربه أن يصرف عنه الشر وتلك نعمة عظمى ولكن النعمة تكتمل بقوله واصرفني عنه حتى لا يبقى في قلبه ميل أو تعلق بالشرور التي أبعدها الله عنه وإذا وجد الانشراح والسعادة بصورة عامة أو في الموضوع الذي لأجله كانت الاستخارة.
أما بالنسبة لإرسال ابنة خالتك أو خالتك فإن النساء أعلم بأحوال النساء ورضى الفتاة لا يخفى على زميلاتها ونساء اليوم يعبرن صراحة ما في نفوسهن، وإذا استطعتم الوصول إلى الفتاة فلا داعي لإدخال أختها في الموضوع، وحتى لو علم أهلها بعد ذلك فلا إشكال لأن هذا أسلوب في منتهى الروعة، ولا يخفي عليكم أن الشريعة تجعل هذا الأمر بيد الفتاة لأنها صاحبة المصلحة، فالبكر تستأذن وأذنها صماتها، والسبيب أحق بنفسها من وليها، والأسرة قد تنجح في اختيار طعام لتأكله الفتاة أو ثوب لتلبسه لكنها قد لا تنجح في اختيار الزوج المناسب لفتاتهم، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف - ونحن نتمنى من الأولياء أن لا يتدخلوا إلا إذا كان في دين الخاطب خلل.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.