الآثار الجانبية لدواء (الروأكيوتين) لعلاج حب الشباب على المدى البعيد؟

0 659

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله أن يهبكم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، موضوعي هو أني فتاة أبلغ من العمر 21 عاما، وأعاني من حب الشباب منذ 9 سنوات - بداية بلوغي -، ولم أعالجها مطلقا، ولكن هذه السنة قررت العلاج فذهبت لطبيبة لعلاجها، وفعلا ذهبت ووصفت لي علاج الروأكتين وصرفته لي طبعا بعد إجراء التحاليل، ولكن بالزيارة الثانية لها - أي بالزيارة الثانية وصفت العلاج وكانت هذه الزيارة في اليوم الثاني -.
وهذه المشكلة منذ أسبوع، ولذلك فأنا في هم ولم أستطع البدء بالعلاج لآثاره السلبية التي أتوهمها في بعض الأحيان، مثل حدوث شيخوخة مبكرة نتيجة قلة الدهون، فما مدى صحة هذا؟ مع العلم أنه نتيجة لمجرد أفكار أو حدوث عقم أو وفاة نتيجة الجفاف وغيرها، وأعلم أنني أبالغ ولكني لا أكذب فيما أقول وكل هذا أفكر به.

وأخاف أن تكون الطبيبة قد صرفت لي الدواء قبل أن تجرب الأدوية الأخرى وكان تشخيصها خاطئا، مع العلم أنها خيرتني بين العلاج بالروأكتين أو المضادات الأخرى، وعلى حد قولها فإن الحبوب سترجع بعد انتهاء العلاج بالمضادات الأخرى فنصحتني بالروأكتين، وأنا متخوفة أن يكون تشخيصها خاطئا وأن العلاجات الأخرى ستنفع بدون مخاطر الروأكتين، وقد علمت أن الحبوب من الممكن أن تكون نتيجة تكيس المبايض، وإذا كانت كذلك فلا تعطى حبوب الروأكتين، ومتخوفة من أن يكون سبب الحب من التكيس ويكون العلاج مضر بدل نجاحه، مع العلم أنني لا أعلم هل أنا مصابة بالتكيس أم لا، ولا أعرف أعراضه بشكل كبير.
وباختصار أنا متخوفة من الروأكتين مع العلم أن حب الشباب بالجبهة كان بشكل كثيف ثم خف وظهر بالخدين بشكل متلاصق يوحي للناظر أنه مكان حرق، وبعض الحبوب تحمل السائل الأببيض وتكون كبيرة وتزداد سوءا بالامتحانات وزيادة التفكير، والحبوب التي تحمل سائلا يكون عددها من لا شيء إلى ثلاثة حبوب من الممكن أن تظهر في وقت واحد وتقل بشكل كبير جدا في حالة هدوء الحالة النفسية وتكاد تنعدم، ولكن لابد أن توجد ثم تختفي وتختفي الآثار ولله الحمد، وباقي أجزاء الوجه صافية إلا ما ندر، وأنا زرتها في حالة شدة الحبوب، وظهري به حبوب ولكن أقل سوءا مما يحمله وجهي، وفقط هذه الأماكن التي تحمل حبوبا.

فهل أستخدمها؟ وهل تشخيص الطبيبة في محله أم أنتظر الزيارة الثانية وأستخدم المضادات الأخرى فإذا لم تفد أستخدم الروأكتين؟ وكم المدة التي يسمح بها بعد انتهاء العلاج للحمل؟ وهل مخاوفي مجرد أوهام أم ماذا؟ وهل أبدأ بالعلاج أم أضيع قدرا من عمري في التجريب؟!
مع العلم أن موعد الزيارة القادمة قد اقترب وأنا لم أستخدم الحبوب، وهي ستجري تحليلا، وأعطتني جرعة 40 ملغ في كل يوم، علما أن وزني 49 كج والعلاج مدته خمسة أشهر.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الروأكيوتين لا يسبب شيخوخة مبكرة بسبب قلة الدهون، بل هو يعيد الغدة الدهنية مفرطة النشاط إلى حدها الطبيعي، وأغلب من يتناولون الروأكيوتين يبدو على بشرتهم الشباب والحيوية، ولم يسبب الروأكيوتين حوادث وفاة إلا إذا أخذ بطرق مخالفة للقواعد الطبية، لذلك يجب أخذه تحت إشراف طبيب.

ولا يسبب الروأكيوتين العقم، ولكن عند أخذه يجب استعمال إجراءات فعالة لمنع الحمل؛ لأنه يؤثر على الجنين ويؤدي إلى تشوهات ولا يؤثر على المرأة الحامل، أي يؤثر على الجنين إن تناولته الحامل، وهذا معروف لدى الشركة المنتجة له ويجب توقيع تعهد بعدم الحمل أثناء أخذه، إذن هو يؤثر على الجنين وليس على أمه من ناحية التشوهات.

وطالما أن الطبيبة وصفته لك فمعنى ذلك أن حالتك شديدة وتستحقين أخذه، خاصة إن كنت غير متزوجة، وأما تجريب غيره فكيف نجرب غيره وقد مضى عليه تسع سنوات لابد خلالها من أنك جربت غيره أو ذكرت لها عما استعملت من الأدوية، أو أنك دخلت إليها مستنجدة مبالغة من آثار حب الشباب فأعطتك الدواء الذي ينهي معاناتك.

والمضادات الأخرى تأثيرها مؤقت، والروأكيوتين تأثيره على الأغلب دائم ولا يلزم أكثر من كورس واحد، ولا يمكن لطبيب جلد أن يخطئ بتشخيص حب الشباب، وإن كنت لا تثقين بتشخيصها فلماذا ذهبت إليها؟ مع العلم أن حب الشباب هو أكثر الأمراض شيوعا في كل العالم وعند الإنسان، ولك حرية الاختيار وتجريب أدوية أخرى قبل الروأكيوتين ولا أحد يستطيع فرض رأيه عليك، ولا مانع من أخذ رأي طبيب آخر، ولكن طبيبا يفحص ويشاهد ويسأل ثم يقرر وليس نحن من خلال المراسلة.

وحب الشباب بعد سن الثلاثين يفكر فيه بالسبب الهرموني وبتكيس المبايض، وأما في السن المبكرة كالعشرين فالهرمون ليس هو السبب الأول، ولنفي وجود تكيس المبايض قومي بإجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية وقومي بتحليل الهرمونات الخاصة، والأفضل أن تراجعي نفس الطبيبة لمناقشة ذلك.

والأعراض لتكيس المبايض هي حب شباب متأخر ومعند وسمنة زائدة غير مفسرة وشعر زائد في الوجه كاللحية والشنب واضطراب الدورة الشهرية وعدم نجاح الحمل، ومن الوصف يبدو أنك تعانين من حب شباب بدون تردد، وكل الوصف ينطبق عليه، ومن المعلوم أن الحالة النفسية تؤثر على حب الشباب، والطبيبة تحكم على ما رأته، وواجبك المناقشة معها والوصول إلى قرار مشترك، وقبل أن نقول باستعمال الروأكيوتين أو لا عليك أنت أولا أن تقرري مدى تفاعلك مع هذه الحبوب سلبا أم إيجابا، فإن كنت راضية بالبثور فلا داعي لعلاجها، وإن كنت متأثرة بها جدا بشكل سلبي عندها يكون الروأكيوتين هو الحل.

وإننا لا نأخذ الروأكيوتين من أجل الدكتورة بل من أجل أنفسنا، والدكتورة هي التي تساعدنا على أخذه بشكل صحيح، وعلى الأغلب أن كل ما ذكر من الأعراض الجانبية للروأكيوتين هي مؤقتة وتزول بعد انتهاء الكورس ولكن تحت إشراف طبيب وتحاليل.

وليس هناك أول مرة وثاني مرة أستعمل الروأكيوتين؛ بل هي دورة واحدة وكفى، والجرعة المعطاة 40 ملغ قد يكون لها أعراض أكثر، لذلك لا مانع من تخفيضها إلى النصف، أي 20 ملغ يوميا، ولكن للوصول إلى جرعة كاملة تقدر بـ 120 ملغ لكل كغ والمجموع بالنسبة لوزنك هو أخذ 294 كبسولة ذات الـ 20 ملغ وتؤخذ مرة يوميا (294 يوما) وتكون الفترة طويلة والأعراض أقل، أو مرتين يوميا (147 يوما) وتكون الفترة أقصر والأعراض أكثر، ولكن النتيجة على المدى البعيد هي واحدة.

ولا مانع من الجمع بين الجرعتين، أي يوم كبسولة ويوم كبسولتين ولو بشكل غير منتظم حسب الأعراض والتحمل، ولكن على الأقل الاستمرار على واحدة يوميا.

والدراسات القديمة قالوا فيها أن الحمل يجب أن لا يتم قبل سنتين من انتهاء الروأكيوتين، وبعدها بينت الدراسات 6 أشهر، وآخر الأنباء تقول بسلامة الحمل إن تم بعد شهر واحد من الانتهاء من كورس الروأكيوتين، ولكننا من باب الاحتياط لا نزال على اختيار الأشهر الستة، ومخاوفك تدل على أنك غير مستقرة نفسيا وأنت بحاجة إلى شيء من الاطمئنان ومراجعة كيفية التعامل مع الأشياء الجديدة، فقد عالجنا الكثير من المرضى بهذا العقار الذي بدل حياتهم إلى سعادة.

وختاما: فإننا ننصح بأخذ رأي طبيب آخر ثقة فاحص معاين ذي سمعة حسنة (ولا يعني ذلك أن الطبيبة ليست كذلك)، وتجريب غيره من المضادات، وفي حال تعذر التحسن لا مانع من أن تأخذيه، والقرار في أخذه يعود لك وذلك حسب معانات، ويستطيع الإنسان أن يعيش مع حب شباب شديد ولكنه لا يمكن أن يعيش قلقا إلى حد الهلع والخوف من دواء أخذه الملايين من الناس واستفادوا منه ولكن كان له بعض الآثار الجانبية العارضة.

لا أنصح بالضغط عليك لأخذه إلا أن تقرري وأنت مقتنعة بأخذه وأنت متفائلة، وليس أنت تخلطين الحزن والخوف والتردد بالأمل والعافية، وأخيرا ننصحك بمراجعة ما كتبناه في استشاراتنا السابقة عن الروأكيوتين.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات