تقدم لي شاب خلوق وطبيعة عمله في الإذاعة والتلفزيون

0 359

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدم لي شاب أعرفه منذ فترة قريبة، وهو شاب طيب وخلوق ويناسبني، فضلا عن أني أميل إليه كثيرا وهو كذلك، والمشكلة أنه يعمل في العمل الفني في الإذاعة والتلفزيون، وله احتكاك كبير مع الفتيات، ولكني أعلم منه العقل وإصراره على الاقتران بفتاة متدينة، ورغم قوله بأن المهم على المسلم الثبات في هذا الوسط وفي أي وسط سيء إلا أنني كثيرة الشك والقلق، وأخشى أن أندم فيما بعد وأعيش معه بعذاب لا يطاق، أو أن تتسلط عليه فتاة في يوم ما، رغم أن سمعته طيبة عند من حوله، لكني أخشى أن تبقى هناك سرية في حياته لا يعلمها إلا الله، فماذا أفعل؟!

علما أني لا أميل لأحد مثلما أميل إليه، لكن يهمني أن أشعر بالارتياح أكثر من شعوري بالميل، وأيضا تقدمي بالعمر يقلقني رغم كثرة الطالبين لي إلا أنني أميل لهذا الشاب، وهو في مثل عمري أيضا ويفهمني.

أرجو إفادتي بما ترونه حقا، وأنا راضية بحكمكم، وأرجو منكم الدعاء فقد استخرت الله كثيرا ولم أشعر بالراحة حتى الآن.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن طلبه ليدك رغم وجوده وسط الفتيات دليل على أنه يبحث عن العفيفات الطاهرات، فاحمدي الله الذي ساقه إليك، ولا تشعريه بما تظنين حتى لا يدفعه الشيطان لتصديق ما في نفسك، وأرجو أن تعلمي أن الفتاة الناجحة تملك قلب زوجها بحسن عشرتها له وبحسن الظن به ثم بالاهتمام بمظهرها وبيتها وزوجها.

ولا يخفى عليك أن البنات في كل مكان بكل أسف، ولكن وجود المرأة مع الرجل جعلته يهرب من معارفه إلى من في البيوت؛ لأنه يريد امرأة تصلح أما لأولاده وأمينة على فراشه، والرجل يتضايق من زميلة العمل لأنها تتعامل مع الجميع ويشعر بأنها ند له وليست زوجة مطيعة، وقد تتفوق عليه في الأداء الوظيفي فينعكس ذلك سلبا على حياتهما، كما أن الرجل يريد المرأة سكنا وراحة، فإذا جاء هو من الوظيفة وجاءت هي أيضا فأين تكون الراحة والسكن، ولا يعني هذا الكلام أنه لا توجد موظفات فاضلات وناجحات في بيوتهن وتربيتهن لأولادهن، ولكننا سقنا هذه الخواطر لنزيل ما في نفسك من الأفكار والهواجس، فلا تخافي من زميلاته في العمل مع تحفظنا على كلمة (زميلات) فليس بين الرجل المسلم والمرأة الأجنبية زمالة أو صداقة.

وأرجو أن يعرف كل رجل أنه لا يعرف من النساء في الشارع إلا ما ظهر من الصفات، وهن لا يظهرن إلا الجوانب المشرقة، لكن العيوب تظهر في وقت متأخر، بخلاف الزوجة التي اختارها ورضيها وأحاط بصفاتها الظاهرة والخفية وارتبطت معه بميثاق غليظ وسارت معه في الحياة طاعة لله ورغبة في تكثير سواد الساجدين لله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالاعتدال في الغيرة وقدمي المشاعر الطيبة وكوني لزوجك أرضا يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبدا، وتعاوني معه على البر والتقوى وتوجهي إلى من يعلم السر وأخفى، واعلمي أن من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين الناس، وتذكري أن بيوتنا وأزواجنا وحياتنا تصلح بطاعتنا لله وبمساعدتنا في رضاه، قال تعالى: (( وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ))[الأنبياء:90].

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات