التردد في الزواج لتدني الحالة المادية والنفسية

0 360

السؤال

السلام عليكم.

خطبت لي أمي فتاة ذات خلق ودين، ووافق أهلها أما الفتاة فقد فرحت ووافقت فورا.
بالنسبة لي فأنا متردد أو غير موافق، وذلك لأني لا أملك مالا (أهلي سيتكفلون بجميع الأمور) وأرى أنني ذو شخصية ضعيفة، وأنني لا أستطيع إسعاد الفتاة، وأخشى أن تصدم بي البنت عندما تعرفني جيدا.

أنا لا أستطيع فتح مواضيع وحوارات ممتعة، ودمي ثقيل، أنا لا أحمل شهادة غير الثانوية العامة، مع العلم أن الفتاة جامعية ومن أسرة مرموقة وميسورة.
المشكلة أنها تعرف أني لست بمستوى عائلتها، وتعرف كل شيء عني فهي قريبتي.

حياتي كلها فشل: دراسيا، وعمليا، واجتماعيا، أنا الآن أعمل ببعض الأعمال الحرة يوم تجارة، ويوم صناعة، ويومين نوم -الحمد لله.
مشكلتي أن المرأة مغرمة بي منذ زمن وأنا لا أعرف .. بصراحة أنا أشعر بأني لا أستحق منها مجرد التفكير بي، فأنا لم أثبت لنفسي أي شيء، لم أفرض ذاتي على المجتمع، جميع أفراد عائلتنا أصحاب شهادات عالية، منهم الطبيب والمهندس... إلخ.
كنت أحلم وأتمنى أن أصبح مهندسا ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

كنت من الأوائل أيام الدراسة ولكن اللعب في آخر مرحلة جعلتني أهوي إلى ركب الفاشلين.

أرجو منكم التواصل، فأنا لدي مشاكل أخرى وأريد من يستمع لي ويأخذ بيدي إلى بر الأمان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حيران حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن تواصلك مع الموقع وكتابتك لهذه الرسالة تدل على أن لديك قدرات طيبة وشجاعة في الطرح، ولا تظن أن الفتاة وأهلها قبلوا بك إلا أنهم يعلمون عنك الخير، وطالما كنت تعمل وتتحرك وتحاول فإن النجاح سوف يكون حليفك بتوفيق الكريم الفتاح سبحانه، وأرجو أن تعلم أنه لا علاقة بين الشهادات العلمية والأرزاق، كما أن المرأة تأتي برزقها وهنيئا لمن وجد موافقة الأهل ومساعدتهم له في أمر الزواج، فلا تتردد في القبول بالفتاة التي تميل إليك فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

ولا يخفى عليك أن الرجال لا يقاسون بأموالهم ولا بشهاداتهم العلمية ولكنهم يتفاوتون بحسب تدينهم وأخلاقهم وقدرتهم على الحركة والسعي وتحمل المسئولية، وليس من العيب أن يكون دخل الإنسان قليلا ولكن العيب في أن يظل الشاب متبطل لا يبحث ولا يحاول ولا يسعى، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.

ولا داعي للانزعاج فإن ميل الفتاة إليك وحصول التوافق هو المهم بعد الدين والأخلاق، والمرأة لا تهمها شهادات الرجل ولكن يهمها تدينه وأخلاقه ورجولته.

وليس من الضروري أن يصبح كل الناس مهندسين أو أطباء، ولكن أبواب النجاح واسعة وميادين الحياة فيها كثير من الفرص لإثبات الوجود وإفادة المجتمع وقد أحسن من قال:

الناس للناس من بدو وحاضرة *** بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدم

ومهما بلغت مكانة الإنسان وكثرت أمواله فإنه يحتاج لخدمات الآخرين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة شكر الله على نعمه وتوفيقه، وأرجو أن تظهر القبول وتقبل على زوجتك بأمل جديد وطاعة لله المجيد، وعليك بالتوجه إلى من بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.


مواد ذات صلة

الاستشارات