السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امرأتي شديدة الارتباط بوالدتها، ولقد تزوجتها منذ ستة أشهر، وهي تشكو لوالدتها من كل شيء يحدث في المنزل حتى ولو كان تافها، وتكون هذه الشكوى من ورائي ثم تعترف لي بعد ذلك بما فعلته مؤكدة أنها ستفتح معي صفحة جديدة فأصدقها.
ولقد قامت والدتها ذات يوم بتهديدي وذلك لكثرة شكوى زوجتي مني علما بأني أتقي الله في زوجتي وحماتي، فكان ردي أنني لا أقبل التهديد خاصة وأنني لم أفعل شيئا لذلك، فما كان من زوجتي إلا أنها ألحت علي في أن أعتذر لوالدتها بالرغم من أن الأخيرة هي التي أخطأت في حقي، وعندما رفضت أخذت تلح علي إلى أن طلبت الذهاب لبيت أبيها، فحاولت إقناعها بعدم الذهاب ولكني فشلت، واتصلت بأبيها في مكان عمله وقلت له: إنني لا أريد خروجها من بيتها وتفاديا للمشاكل سأوصلها لبيتك، ولم يتصل بي أبوها إلى الآن، ولقد مر أكثر من أسبوع وهم يستكبرون أن يكلموني، مع العلم بأنهم جيراني فهم ينظرون إلى نافذتي وأنا أراهم ولكنهم لا يروني، فهل أصبر حتى يأتوني حفاظا على كرامتي أم أذهب لبيتهم؟ مع العلم بأن المشكلة كلها كي أعتذر لوالدتها في محاولة للتحكم والسيطرة علي.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما تفعله زوجتك مع والدتها خطأ؛ لأن أسرار البيت ما ينبغي أن تتجاوز حجرة النوم، ولكننا نتمنى أن تكون الأعقل والأفضل كما أرادك هذا الدين الذي جعل القوامة بيد الرجل، وأخبر أن المرأة ناقصة عقل ودين، وأنها لا تخلو من العوج، فتذكر ما في زوجتك من الحسنات، واطلب مساعدة وتدخل العمات والخالات، وتعامل مع الوضع بهدوء وحكمة، والتمس لزوجتك الأعذار فإن خروجها من سيطرة والدتها دفعة واحدة سوف يجلب لك ولها المشاكل والأزمات، وأرجو أن تكتفي بما حصل منك وتجنب ما يثير المشكلات، ولا تظن أنك ستجد امرأة ليس عندها سلبيات، واعلم بأن زوجتك هي السبب فلا تشعل المشاكل مع الآباء والأمهات، وقد أحسنت باتصالك بوالدها ولكن يبدو أنه لا يقوى على مخالفة التعليمات، واعلم أن كرامتنا في طاعة رب الأرض والسماوات.
ونحن في الحقيقة نتمنى أن يتحرك العقلاء من أهلها أو أهلك حتى يخرجوا الجميع من الحرج، ويصلوا إلى حل وسط، وطبعا هذا إذا كان الناس قد سمعوا بما حصل، أما إذا كان الأمر لا زال خافيا فاذهب لإرجاع زوجتك كما ذهبت بها إلى دار أهلها، واعلم أن والدتها في مقام والدتك فأسمعها ما يدل على احترامها وتقديرها، علما بأن رسالتك قد وصلت وسوف يكون لموقفك آثار على الفتاة وأمها، وعليهم أن يدركوا أن لكل شيء حدودا.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يسهل أمرك، واعلم أن الأمر يحتاج إلى صبر ودعاء، فتوجه إلى من بيده الخير.
وبالله التوفيق.