السؤال
طفلتي تبلغ من العمر 8 سنوات ولكنها تخاف كثيرا من أي شيء، فهي تخاف إذا تركتها في البيت مع أخواتها، وتخاف إذا شاهدت أحدا يتكلم بحدة، وتخاف إذا شاهدت أحدا مجروحا، تخاف من الدماء كثيرا، وربما كان السبب في ذلك هو أنها وفي سن الخامسة من عمرها ضربتها سيارة وكان الجرح في رأسها حيث خيط الجرح ثم تعافت والحمد لله.
أراها أحيانا في غرفتها تبكي، وعندما أسألها عن السبب تفتش عن أعذار غير منطقية، مع العلم بأنها متفوقة في دراستها، ولا أعلم كيف أتصرف معها وكيف أساعدها على اجتياز هذا الخوف الشديد؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا عنا وعن جميع المسلمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم بتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
الخوف الذي لدى طفلتك هو من النوع المكتسب وربما يرجع ذلك للإصابة التي لحقت بها وما تبع ذلك من عطف وتعاطف وعناية زائدة وجدتها، وهذا أمر طبيعي في مثل هذه المواقف، ولكنه بكل أسف يؤدي إلى مثل حالات الخوف هذه، وربما يصبح الطفل اعتماديا وباحثا عن العطف ويريد أن يشد الانتباه له.
أيتها الأخت الفاضلة! نصيحتي لك هي:
1) أن يتم تجاهل بكاء الطفلة من طرف الجميع بقدر المستطاع، وهذا يعرف باسم العلاج بالتجاهل.
2) هذه الطفلة حفظها الله تبلغ الآن من العمر 8 سنوات ويمكن أن تدرب لتصبح أكثر اعتمادا على نفسها، وهذا سوف يقوي من شخصيتها ويزيل عنها المخاوف، وأرجو إشعارها دائما أنها تشارك في قرارات الأسرة، وعليك أن تجعليها تشاركك في أعمال المطبخ وترتيب الأسرة، والمتطلبات الأخرى.
3) اللجوء إلى مبدأ التحفيز لكل تصرف وفعل إيجابي تقوم به وتجاهل السلبيات البسيطة والتوبيخ مع التصحيح للأخطاء الكبيرة.
4) جعلها تقرأ عن الأبطال، خاصة سير الصحابيات.
5) إعطائها الفرصة لمشاركة الأطفال الآخرين، والتفاعل معهم.
6) عليك أن تحقري فكرة المخاوف لديها واستبدالها بالمواقف والأفكار المخالفة.
7) في بعض الحالات الشديدة قد يصف بعض الأطباء بعض الأدوية المضادة للمخاوف مثل العقار الذي يعرف باسم ( تفرانيل ) و( بروزاك )، ولكني لا أميل لوصف الأدوية في هذا العمر، وتطبيق المنهج السلوكي السابق سيكون مفيدا بإذن الله.
وبالله التوفيق.