الخجل وضعف الثقة بالنفس

0 370

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في سن 21 عاما، وقد عانيت من طفولة سيئة وأزمة نفسية وضغوط في الثانوية العامة، والحمد لله حققت نجاحا ممتازا، ولكن بعدها في بداية الجامعة بدأت أعاني من الإهمال الشديد والخوف والقلق وخوف من المستقبل، وهذا الخوف غير مبرر وبدون أي سبب أو حتى لأتفه الأسباب، مثل اقتراب موعد ذهابي للجامعة أو أي موعد يبدأ خوفي.

في تلك الفترة زاد تساقط شعري بشكل كبير، وكان أكثر ما يضايقني هو خفقان القلب بشكل سريع ومزعج عند التفكير في أي شيء، إضافة إلى ألم في المعدة والأمعاء ودخول الحمام بشكل متكرر وعدم الأكل، وإذا أجبرت نفسي غالبا ما كنت أفرغ معدتي.

بدأت عندها بشرب السجائر فزادت عندي رجفة غريبة في الكفين، وكنت أعاني منذ الصغر من هذا الخوف المجهول والخجل وعدم الثقة بالنفس؛ حتى أنني كنت أخجل من المرور في مكان فيه الكثير من الناس، وأخجل أن أمشي وحدي وأخجل من المناسبات، وهذا سبب لي كثيرا من المشاكل وضياع الكثير من الفرص لأنها تتطلب جرأة وقوة شخصية خاصة بالجامعة، مثل إلقاء محاضرة أو كلمة أو مشاركة في حفل، وكان خجلي وعدم ثقتي بنفسي يحرمني من كل شيء.

سبب هذا الخجل أو ما يدور في بالي هو أنه يخيل إلي أنني عندما أفعل ذلك أكون محط أنظار جميع المحيطين، وأنهم يراقبوني، وأنهم سيصدرون التعليقات ويسخرون مني.

في بداية الجامعة راجعت طبيبا نفسيا بسبب زيادة الخوف بشكل غريب خاصة في أوقات معينة مثل وقت الغروب، وفي فترات غياب الشمس في الشتاء أشعر بالاختناق وعدم القدرة على البقاء في مكان أكثر من دقائق لم يعد هناك ما يثير اهتمامي لم أعد أشعر بما حولي إطلاقا لا برد ولا حر أو شمس ولا شيء وأشار الطبيب أن لدي اكتئابا سوداويا، وأعطاني هذه الأدوية (Halcion + xiangs)، ودواء آخر لا أذكر اسمه وعلبته صفراء وحباته صغيرة وحمراء، وطلب مني تخطيطا للدماغ، وقد أظهر التخطيط أن هناك موجات كهربائية تضعف التركيز، وقد تحسنت ولكن انتكست بعدها، فبدل ذلك الدواء بسيروكسات، وبعد فترة تركت الدواء بشكل مفاجئ ولم أعد إلى الطبيب لأنه كان ماديا جدا.

أما الآن وبعد انقطاع حوالي سنة ونصف يعود إلي الخوف المزعج وخفقان القلب وانعدام التركيز، وقد ذهبت إلى أحد المشايخ فقرأ علي القرآن وشعرت بتحسن ولكن لم يدم طويلا، ومنذ ذلك اليوم أشعر بتنميل وخدر في عضلة الفخد اليسرى الخارجية، وقد قرأت عن دواء بروزاك فأردت أن أتناوله ولكن قبل ذلك أطلب منكم النصح والإرشاد، وفي النهاية هل يؤثر التدخين واستماع الموسيقى على الحالة النفسية؟!

أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

كل هذه التجارب والأعراض النفسية التي مررت بها أرجو أن لا تنظر إليها من منطلق الإعاقة أو الفشل، وأنا لست مبالغا إذا قلت لك أن كثيرا من أحداث الحياة السلبية إنما هي تجارب وليست فشل، وهذا يدفعني لأن أدعوك بأن تستفيد من تجارب المرحلة السابقة من أجل تطوير الحاضر والمستقبل.

كل الأعراض النفسية والجسدية التي عانيت منها في السابق ولا زلت تعاني من بعضها الآن ما هي إلا أعراض القلق والمخاوف النفسية وشيء من الوساوس، وهذا من الطبيعي ينتج عنه الشعور بالضجر وعسر المزاج.

أرجو أن تكون أكثر تفاؤلا وثقة بالنفس، فأنت أمامك الكثير الذي يمكنك أن تنجزه بكل اقتدار، فكن طيب الخاطر وأدر وقتك بطريقة أفضل، وأنت لست بغبي ولكنك لا تنظر إلى الجوانب المشرقة والقوية في شخصيتك، وأرجو أن تحقر كل هذه الأفكار السلبية واستبدالها بما هو إيجابي.

الاطلاع والدراسة هي من أجمل وأسهل الأشياء، وعليك فقط أن تضعها في جدول أسبقياتك واجعل التفوق هو الهدف الذي تود أن تصل إليه، ومارس الرياضة خاصة الرياضة الجماعية مع الصحبة الطيبة، وأرجو أن تكون مداوما على حلقات التلاوة ففيها سوف تجد المساندة والراحة النفسية وسوف تشعر بقيم ومفاهيم جديدة للحياة.

أنت في حاجة للعلاج الدوائي، ولا أعتقد أن البروزاك سوف يكون أفضل الأدوية لك، إنما الدواء المناسب هو العقار الذي يعرف باسم سبراليكس، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 10 مليجرام ليلا لمدة شهر ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 20 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضها إلى 10 مليجرام ليلا لمدة شهرين، فهذا الدواء من أسلم وأفضل الأدوية الحديثة لعلاج القلق والمخاوف والوساوس وكذلك الاكتئاب النفسي.

بالنسبة للتدخين لا شك أنه مضر بالصحة ومنقص للدين ومهلك للمال، ولا نستطيع أن نقول أنه يفيد الإنسان من الناحية النفسية بالرغم مما ذكر أنه قد يحسن التركيز لدى البعض، وأنا لا أومن مطلقا بأن للموسيقى وحسب ما نشاهده في هذه الأيام من أي فوائد علاجية نفسية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات