السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 21 عاما، ومتحجبة منذ أربع سنوات، وكنت تائهة لا أعرف الكثير عن ديني؛ لأن والدي ليسوا بمتدينين، مع أنهم مسلمون والحمد لله، وقد بدأ أخ لي في التدين، وعندما قررت أن ألبس الحجاب وأتدين واجهتني مشاكل كثيرة مع أصدقائي، ووالدي كان دائما يستهزئ مني وما زال، وكان أخي يصبرني.
وبسبب كثرة المشاكل أصبحت دائما في معزل، لكن بعد سفر أخي إلى الخارج أصبحت أخالط أهلي، ومشكلتي أني أصبحت أهمل واجباتي الدينية، وعملت ذنوبا كثيرة بسببهم، وأشعر أني مخنوقة وليس لدي أحد أحكي له ويفهمني، وعندما أشكو لأحد فإنه يقول لي: أنت صغيرة فعيشي حياتك، وأنا أعرف أن هذا الكلام غلط، وأنا تائهة وسط أهلي، فأرجو أن تساعدوني وأن تدعوا لي بالزوج الصالح.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهل هناك من هي أولى بالحجاب والستر من الفتاة الشابة التي تفتن وتفتتن؟ وهل يطالب الإسلام من ابيض شعرها واحدودب ظهرها بالحجاب والستر؟ وهل الحجاب مسألة اختيارية أم هو تشريع وطاعة لرب البرية؟ فاتقي الله وعودي إلى ما كنت عليه، وكوني على صلة بأخيك فإنه نعم المعين لك بعد القوي المتين سبحانه، واعلمي أن أهلك لن يغنوا عنك من الله شيئا، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان تهمهم سعادتك ويسألون الله أن يسددك.
ولا يخفى على أمثالك أن الضيق والشقاء هو مصير كل من تبتعد عن صراط الله القائل: ((فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى))[طه:123-124].
واعلمي أنه سبحانه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة من تتوب إليه، فبادري بالرجوع إلى الله، واعلمي أن ثباتك وصبرك وإصرارك سوف يحمل أهلك على احترامك، كما أرجو أن تظهري لأهلك جمال الإسلام وذلك بزيادة البر لوالديك والإحسان لإخوانك ومحارمك، ولا تتأثري بكلامهم فإن الأمر يحتاج إلى صبر، والعاقبة للصابرين.
كما أرجو أن تبحثي عن الصالحات، فإن المرأة ضعيفة بنفسها قوية – بعد الله – بأخواتها في الله، وعزيزة بإيمانها وغالية بحجابها، فلا تنزلي من برج الالتزام، وأكثري من الذكر والصلاة والسلام على رسولنا الإمام، وأكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وحافظي على تلاوة كتاب الله ذي الجلال والإكرام.
نسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يرزقك الزوج الصالح.
وبالله التوفيق والسداد.