البحث دائماً عن رضا الناس

0 566

السؤال

أنا عمري 18 عاما، وقبل ثلاث سنوات ذهبت للعيادة وشخص حالتي الدكتور على أنها رهاب اجتماعي ووصف لي دواء ( زيروكسات ) واستخدمت الدواء وشعرت أني بدأت أتكلم مع الناس وأشاركهم في المدرسة وفي كل مكان بدون خوف لكن للأسف كنت أتكلم بدون شخصية، وكنت كل يوم بشخصية غير .. أو بوجه غير .. وأحيانا أنتحل شخصيات الناس أو آخذ من حركاتهم، فكان الناس ينظرون لي بنظرة حقيرة، وكان يأتيني واحد يتكلم معي وفجأة بعد ما أتكلم معه يذهب من عندي بابتسامة تشعرني بالحقارة ...

المهم أنا ودي أن أتكلم مع الناس وأشاركهم ـ والحمد لله ـ لا عندي خجل ولا شيء لكن أخاف أن تفشل التجربة مثل الأولى.

- أبحث عن رضا الناس، وأقلق دائما بعد المناسبات أو الاجتماعات، وأفكر في مواقفي معهم.

3- أشعر أنني لا أرى نفسي وليست لي شخصية ثابتة، وأحيانا أنتحل الشخصيات.

4- ضروري في كل يوم أخرج من البيت وأبدأ أفكر وأتخيل نفسي في مواقف معينة وأتمناها تصير في الواقع بحيث يعجب بي الآخرين.

5- أشعر بالقلق وعدم الرضا بعد المناسبات.

6- أخرج أحيانا من الاجتماعات وأذهب لمكان بعيد وأبدأ بالبكاء وأشعر أنني لست شيئا وأن الناس يعاملوني غير....
7
- إذا تذكرت أيامي الماضية أتذكر أنني كنت تافها وكان الناس يضحكون علي وأنني كنت أرتدي الأقنعة.

8- في الوقت الحالي أذهب للمناسبات بأمل أن يتحسن الوضع وأن تتحسن علاقتي بالناس، فإذا ذهبت فلا يمكنني مشاركتهم في الفرح أو في النقاش، فأقف متابعا لهم محاولا أن لا أبين أي شيء، فتخنقني العبرة وأخرج مسرعا لأبحث عن مكان أبكي فيه.

9- أشعر أن الناس ينظرون إلي.

10- أخاف من مشاركة الناس في الكلام والأفراح لتجربتي الفاشلة والتي كل ما تذكرتها أعرف أنني كنت تافها وكانت شخصيتي ضعيفة، فقط كنت أحاول أن أبين للناس أنني مشاركا وأشارك في كل شيء بدون خجل، والآن أتذكر نفسي وأعرف أن ما كنت أفعله غلط... فأعدل من نفسي وهكذا.... وكل ما حاولت أن أعدل أسلوبي أصبحت مخطئا فالتزمت الصمت فلامني الناس بنظراتهم واستحقروني، يعني حتى وأنا صامت (يبان أني مسوي نفسي حزين أو شيء مثل كذا).

11- اكتئاب بعد انتهاء الحفلات وأشعر أنني لا أطيق أي شيء.

21- أتكلم مع نفسي كثيرا وأتخيل أني أكلم الناس وأحيانا بصوت عالي.

13- أعلم أنني إنسان فاضي في الحياة، ولا أملك أي أهداف ولكن كيف أشغل نفسي وأبدأ حياة مثل أي إنسان! حاولت ولم أستطع....
ملاحظة:
كل من يراني يقول أنني طيب وعلى نياتي وعاقل.
أتمنى أن الحالة وصلتكم بشكل سليم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العلة الرئيسية التي تعاني منها هي اضطراب الشخصية، حيث أن شخصيتك غير متوازنة الأبعاد وتفتقد إلى التكيف والتواؤم، وقد نتج عن ذلك اضطرابات ثانوية ظهرت في شكل درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي والاكتئاب النفسي.

لابد أن أكون صريحا معك أن تغير الشخصية، وإعادة صياغتها ليس بالأمر الهين ولكنه ليس بمستحيل أيضا، وقد وجد أن أفضل طريقة لهذا التغير هو اتخاذ الصحبة والقدوة الحسنة، وهذا هو الذي أود أن أدعوك إليه، لابد أنك تعرف الكثير من الناس في دروب الحياة المختلفة والذين كنت تتمنى أن تكون مثل أحدهم، حاول أن تتبع منهج هؤلاء.

وأقول لك يا أخي بكل صدق: إن اتباع المنهج الإسلامي هو الأفضل للتربية الشخصية وتأهيلها ورفع الهمة.

أنت في حاجة أن تتجاهل تفكيرك حيال الآخرين، ولماذا تحاول دائما إرضائهم؟ أعمل لإرضاء ربك أولا ثم نفسك وكل من هم حولك دون أن تمس بشخصيتك أو كيانك الذاتي.

أرجو أن تضع هدفا في حياتك وتضع آليات معقولة للوصول لهذا الهدف.

أنا أؤكد لك تماما أن الناس لا تراقبك، فالناس مشغولون بأمورهم ومشاكلهم.

حاول يا أخي أن ترفع من مستوى اطلاعك وثقافتك، وأن تدير وقتك بصورة أكثر فعالية، فهذه من الركائز الأساسية لتحسين بناء الشخصية.

الدواء الذي تناولته وهو الـ( زيروكسات ) هو من الأدوية الممتازة جدا ويفيد كثيرا في مثل حالتك ولكن الجرعة العلاجية المطلوبة يجب أن لا تقل عن 40 ملغم في اليوم، أي حبتين ومدة العلاج المطلوبة هي سنة كاملة على الأقل.

أرجو أن تبدأ الـ( زيروكسات ) بنصف حبة يوميا لمدة أسبوعين بعدها ارفع الجرعة بمقدار نصف حبة أيضا كل أسبوعين حتى تصل إلى حبتين في اليوم، وبعد 10 أشهر ابدأ في تخفيض الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين أيضا.

أرجو أن تكون أكثر تفاؤلا وأن تنظر إلى النصف المملوء من الكأس كما يقولون.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات