السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا معجب بفتاة معي في المعهد، ومشكلتي أن الكثير من صديقاتها اكتشفن ذلك، وأصبحت كلما أمر بجانب إحداهن يتكلمن عن الفتاة التي أحبها بصوت مرتفع وأنا خائف على سمعتها؛ فماذا أفعل؟ مع العلم بأني قد قررت أن لا أتحدث إليها أبدا وألا أخبرها بإعجابي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا تتحدث إليها ولا إلى غيرها، واجعل تعاملك مع الذكور، وإذا وجدت في نفسك ميلا إلى فتاة فاطلب يدها من أهلها فإن ذلك يرفع قيمتك ويحفظ لها سمعتها، وفي ذلك إرضاء لربك ودليل على وفائك وأمانتك، والنساء يشعرن بسرعة بمثل هذه الأمور، وها نحن ندفع في كل يوم ثمنا باهظا لمخالفتنا لشريعة ربنا التي تمنع وجود الرجال مع النساء، وقد أدرك خطورة ذلك حتى أهل الكفر والشقاء، وبدأوا في إنشاء جامعات تفصل الذكور عن الإناث، ولست أدري متى سوف ينبته القائمون على أمور المسلمين إلى هذه المخالفة للآداب والقيم والدين.
ونحن ننصحك بعدم التمادي مع العواطف إلا إذا تحولت العلاقة إلى رسمية وشرعية ومعلنة، واعلم أن كثيرا من الشباب والفتيات يقعون في خطأ كبير عندما يتوسعون في العلاقات في الكافتيريا والساحات، ويجلسون مع بعضهم الساعات، فإذا رفعوا الأمر إلى الأهل كان الرفض والعناد والإباء؛ وذلك لأن أهل الشاب وأهل الفتاة كثيرن ما يجهزون لأولادهم شركاء المستقبل الذين لا يقبلون بغيرهم، كما أن أهل الخير يصعب عليهم أن تأتيهم الفتاة برجل تقوده بنفسها لتفرضه عليهم؛ لأنها بذلك تفقد ثقة أهلها وتخالف شريعة ربها التي أرادت للمرأة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وإذا أخذ الرجل الفتاة من الشارع ردها إلى الشوارع والأسواق، وأما إذا أخذها من أهلها فسوف يكرمها ويحترمها ويدرك أن وراءها رجال، كما أن طرق الأبواب مفيد للرجل لأنه يتعرف على بيت الفتاة وأحوال أهلها؛ فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخوالهن. فاتق الله في نفسك وفي بنات الناس، ولا تتصرف بأي تصرف لا ترضاه لأختك.
ونحن إذ نشكر لك الاهتمام بالسؤال نعلن لك عن سعادتنا بتواصلك ونخبرك بسعادتنا بهذه الروح التي تدل على أن فيك خيرا وحياء وعقلا وصفاء، فاجتهد في تنمية عناصر الخير في نفسك. ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.