السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد تعرفت على شخص عبر الإنترنت، وتحولت الصداقة إلى أننا لا نستطيع أن لا نتحدث، وبعد فترة قال لي بأنه متزوج وله بنت، فعذبني ضميري جدا، وطلبت منه عدم التحدث معي، ولكنه قال لي بأن زوجته تعلم أننا نتحدث، وهي واثقة فيه، ولكني أحاول أن أنهي كلامي معه، ولكنه يقول: إن الموت أحسن من عدم الكلام، مع ملاحظة أننا نتكلم بمنتهى الاحترام، ولم نتجاوز حدود الأدب، فما حكم ذلك؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Smsmah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فموت أمثاله يريح العالمين، ويحفظ أعراض المسلمين، وبئست الخيانة بضاعة، ولا خير في علاقة لا تنتهي بالزواج، فلا تضيعي وقتك مع الأوهام والسراب، وسارعي بالرجوع إلى ربك التواب قبل أن تنزل بك الفضيحة والعذاب، واعلمي أنه سبحانه يمهل ولا يهمل، واعلمي أن مزالق الشيطان تبدأ بالاحترام والحشمة في الكلام، وتنتهي إلى الشرور والآثام، فابتعدي عن هذا الرجل وعن غيره، واتخذي الصالحات صديقات، ومرحبا بك في موقعك، وشكرا على سؤالك الذي يدل على أن فيك خيرا، فاحرصي على تنمية بذرة الخير، وتجنبي ما يجلب العار والضير.
وأرجو أن تعلمي أنك الخاسرة في حال الاستمرار والتمادي في المكالمات والمراسلات، فاتقي الله في نفسك، ولا تعبثي بثقة أهلك فيك، واعلمي أنك لا تملكين قلبك، وقد تدفعين ثمنا باهظا لذلك، فكم من فتاة تمادت في المكالمات والمراسلات فعاشت بعد ذلك مع زوجها بجسدها وكان قلبها في أودية أخرى؛ ولذلك فإننا لا نرضى لك الشر، فأنت عندنا في مقام البنت والأخت، فاقبلي وصية أخ شفيق وأب حنون، فاقطعي حبال الوصال الآن، وتوبي إلى الله توبة نصوحا، ولا تؤسسي أي علاقة مع رجل إلا إذا طرق الأبواب، وقابل الأحباب، وطلب يدك على هدي السنة وأنوار الكتاب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة الابتعاد عن شباب الإنترنت، فإن فيهم ذئابا، واعلمي أن معظمهم يعيشون ويريدون قضاء الأوقات، والعبث بمشاعر البنات، وما أكثر من ارتوت من كأس الخديعة وارتفعت منهن الزفرات، والسعيدة من تتعظ بما حصل للغافلات.
نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يبعد عنك الشرور والآفات، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات، وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة.
وبالله التوفيق والسداد.