كيفية المعاملة الحسنة للمعلمين والزملاء

0 530

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كيف أتعامل مع أستاذي وأصدقائي معاملة حسنة؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عوني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد سألت يا بني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، وأبشر فإنما شفاء العي السؤال، ومرحبا بك في موقعك، ونحن لك في مقام العم والخال، ونسأل أن يرزقك حسن الأدب وكريم الخصال، وأن يجعلك قدوة للأجيال، وأن يلهمك طاعته في النيات والأقوال والأفعال.

ولا يخفى على أمثالك أن شريعة الله تدعوك إلى أن تجعل كبير المسلمين أبا وصغير المسلمين ابنا، ومن كان في سنك وعمرك أخا، والأب يحتاج إلى الاحترام والتقدير، والابن يحتاج إلى العطف والشفقة، والأخ يحتاج إلى المودة والاهتمام والثناء، والمؤمن يعامل الناس بمثل ما يحب أن يعاملوه به، وذلك لأنه يحب لإخوانه ما يحب لنفسه.

وأرجو أن يدرك الجميع أن المعلم بمنزلة الأب، وأن الفلاح في طاعته، وقد قال سبحانه حكاية عن نبيه موسى عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه في قصته مع الخضر: (( ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ))[الكهف:69].
ومن الأدب مع المعلم خفض الصوت عنده، وعدم التشاغل في مجلسه، والمسارعة إلى خدمته، وعدم مناداته باسمه المجرد، والدعاء له والتوجه إلى الله من أجل أن يصون عرضه ويخفي عليك عيوبه.

وعلى الطالب أن يحتمل من معلمه، فإن نيل العلم في زفراته، وعليه أن لا ينصرف من مجلسه إلا بإذنه، ولا يسأله أو يلح عليه إذا علم أنه لا يرغب في ذلك، إلى غير ما ذكرنا من الآداب الجميلة.

وأما بالنسبة للأصدقاء والزملاء فلابد من الابتسامة في وجوههم، وحفظ أسرارهم، ورعاية مشاعرهم، والتماس الأعذار للمسيء منهم، والدفاع عنهم عند غيبتهم، ومد يد العون للمحتاج منهم، والعدل بينهم في التعامل، والحرص على نصح المخطئ بلطف، وتعليم الجاهل بحكمة، وعدم التعالي عليهم، وتجنب كثرة اللوم والعتاب، ومقابلة إساءتهم بالإحسان.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بتأسيس رابطة الإخوة على الإيمان والعقيدة، فإن صداقة لا تقوم على هذا الأساس تنقلب إلى عداوة في الدنيا ووبال وخصام في الآخرة، قال تعالى: (( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ))[الزخرف:67]، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم الإخوة المتحابين في الله فيمن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وقد أسعدنا هذا السؤال الذي يدل على رغبة في الخير، والمرء مخبوء خلف لسانه، ويعبر عن نفسه وعقله بكلامه وسؤاله.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات