السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أجد حلا لمشكلتي؛ وهي أنني أشعر بخوف كبير، فعند حدوث أدنى مشكلة أشعر وكأنني لا أقوى على تحملها؛ فهل هذا له علاقة بما كان في صغري من مشاكل محيطة بعائلتي؟
كما أني عندما تزوجت ووصلت إلى مرحلة أشعر فيها بالخوف الشديد، لدرجة أنني أشعر بأن قلبي يدق بسرعة، وأتبول بشكل كبير، ويداي تبردان حتى ولو كانت المشكلة بسيطة، وأحيانا أشعر بأنني سوف أفقد أعصابي وأنهار، ولا أعرف ماذا أفعل؛ فهل هذه العوارض مرضية؟ أفيدوني وانصحوني ماذا أفعل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zain حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا النوع من الخوف ناتج عن استعدادك وقابليتك للقلق النفسي، وهذا الاستعداد وهذه القابلية ربما تكون ناتجة عن البناء النفسي لشخصيتك، وربما تكون ظروف التنشئة قد لعبت دورا في ذلك أيضا.
وعموما؛ فيجب أن تعيشي الحاضر بقوة وأمان والمستقبل بأمل وطمأنينة، وذلك يتأتى عن طريق الالتزام بالعبادات والطاعات وتجنب النواهي حيث أنه بذكر الله تطمئن القلوب، وعليك بالتفكير الإيجابي، وأنت - ولله الحمد - سيدة متزوجة ولديك الكثير والمفيد الذي يمكن أن تقومي بعمله وذلك حيال أسرتك ونفسك.
كما أرجو أن تعبري عن كل ما بداخلك وأن لا تميلي للكتمان والسكوت على الأمور التي لا ترضيك؛ فالاحتقان النفسي يسبب نوعية الأعراض التي ذكرتيها في رسالتك.
وأما بالنسبة للشق الآخر في العلاج فهو العلاج الدوائي، فالأبحاث تشير إلى أن الأدوية المضادة للقلق والخوف والاكتئاب مفيدة جدا في مثل حالتك. وعليه؛ فأرجو أن تبدئي بتناول عقار يعرف باسم فلونكسول وذلك بجرعة حبة واحد (نصف مليجرام) صباحا وذلك لمدة ثلاثة شهور، كما أن هنالك دواء آخر يعرف باسم سبراليكس فأرجو البدء في تناوله بجرعة حبة واحدة (10 مليجرام) ليلا بعد الأكل وذلك لمدة أربعة أشهر؛ فهذه الأدوية سليمة ومفيده جدا بإذن الله.
وبالله التوفيق.
________________________________________________
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم الأخصائي النفسي وتليها إجابة الشيخ أحمد الفرجابي المستشار الشرعي : -
فإن دكتورنا الكريم قد أجاد وأفاد، ونسأل الله أن ينفع به البلاد والعباد، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يشرفهم أن يكونوا في خدمة إخوانهم وأخواتهم وأبناءهم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الرضى بقضائه وقدره، واعلمي أن أمر المؤمنة كله لها خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمنة، إن أصابتها سراء شكرت فكان خيرا لها، وإن أصابتها ضراء صبرت فكان خيرا لها.. واعلمي أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، وأن هذه الدنيا لا تخلو من الأزمات، لكن أهل الإيمان يتجاوزون ذلك بالصبر والرضى، فالمؤمنة لا تقول لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا، ولكن يكفيها أن تقول (قدر الله وما شاء فعل) ثم تمضي إلى الأمام وتستفيد مما حصل؛ لأنها لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين.
كما أرجو أن تأخذ كل مشكلة حجمها الحقيقي مع ضرورة حصرها في إطارها الزماني والمكاني، فلا تصطحبي مشاكل الطفولة وآثارها وحاولي الانتفاع من أخطاء الآخرين، وعليك بالتوجه إلى رب العالمين؛ فإنه سبحانه يجيب السائلين وينصر المستضعفين.
ولعل من المفيد كذلك أن تتذكري أن لكل إنسان مشاكل، ولكن الفرق في طريقة التعامل مع الأزمات، فلست وحدك: "وفي كل واد بني سعد". والإنسان إذا تذكر مشاكل الآخرين احتقر مشاكله؛ ولذلك نحن مطالبون أن ننظر إلى من هم أقل منا في كل أمور الدنيا، وتذكري الثواب الذي أعده الله للصابرين، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام.
وبالله التوفيق.