السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: هل من يعاني من اضطراب المزاج المتوسط الشدة يحتاج لمثبتات المزاج فقط، أم يحتاج أن يضيف إليه مضادات الاكتئاب؟
ثانيا: هل تتناسب مدة أخذ مضاد الاكتئاب طرديا مع المدة التي كان الشخص فيها قلقا ومكتئبا ولم يأخذ العلاج؛ أي هل الإنسان الذي كان مكتئبا لمدة أربع سنوات ولم يتلق أي علاج من المفترض أن يأخذ العلاج لمدة أربع سنوات، أم تكفيه سنة واحدة فقط، ثم بعد ذلك يداوم على الجرعة التحفظية طوال العمر؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا كان اضطراب المزاج هو جزءا من المرض يعرف باضطراب المزاج ثنائي القطبية -أي أن هنالك نوبات من الاكتئاب تعقبها نوبات من ارتفاع المزاج أو الهوس- ففي هذه الحالة يكون العلاج عن طريق مثبتات المزاج فقط، ولا ينصح باستعمال الأدوية المضادة للاكتئاب، حيث أنها يمكن أن تخرج الشخص من الحالة الاكتئابية ولكن تدخله في حالة الهوس.
وأما إذا كان اضطراب المزاج هو عارض فقط وتتخلله نوبات اكتئاب أكثر، فلا مانع من استعمال مضادات الاكتئاب بجرعة صغيرة مع مثبتات المزاج في نفس الوقت.
وأما بالنسبة للشخص الذي لم يتعاط أدوية نفسية في السابق، فإنه يستجيب بصورة أفضل لهذه الأدوية مهما طالت مدة مرضه. وعليه؛ فمن كان مكتئبا لمدة أربع سنوات ولم يتلق أي علاج فليس من الضروري أن يتناول الدواء لمدة أربع سنوات، وإنما يتناول الدواء بصورة منتظمة لمدة ستة أشهر بعد التحسن الكامل، ويعرف أن حوالي 60% من الناس لن يعاودهم الاكتئاب بعد ذلك إذا كانت ظروفه الحياتية مواتية، وأما الـ40% فهم عرضة للانتكاسة بعد التحسن الكامل، وفي هذه الحالة يجب على المريض أن يتناول الدواء كجرعة علاجية، ثم جرعة وقائية قد تمتد لسنوات.
وبالله التوفيق.