السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب ملتزم ولله الحمد ـ أردت خطبة فتاة سمعت أنها ذات خلق ودين ولكن أحد معارفهم أخبرني أنها عصبية وانطوائية لا تحب الجلوس مع الناس كثيرا على العكس من صفاتي، فأنا إنسان اجتماعي وهادئ جدا.
أريد مشورتكم هل أتقدم لخطبة هذه الفتاة أم الأفضل أن أبحث عن فتاة أخرى؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ح.ب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإذا كانت الفتاة صاحبة خلق ودين فلا تتردد في خطبتها، وبذلك أوصانا رسولنا الأمين، وهل يستفيد الرجل من امرأة لا هم لها إلا الدخول والخروج وعقد الجلسات للسوالف، ومتى كانت كثرة الخلطة محمودة؟ وقل من خالط الناس وسلم من شرورهم، كما أن كثرة المخالطة ليست صفة ممدوحة في المرأة؛ لأنه قد يترتب عليها إهمال حقوق الزوج وتعرضها كثرة الخلطة للقيل والقال، والمرأة مثل الثوب الأبيض والبياض قليل الحمل للدنس، ولا تستحب الخلطة إلا لداعية مصلحة تجتهد في أمر أخواتها بالمعروف وتحرص على نهيهن عن المنكر، وهذا العمل على عظمته لا يبرر لها التقصير في حق الزوج؛ لأن صيانة حق الزوج والوفاء له من أكبر المعروف.
ولا يخفى عليك أن كره الفتاة لمخالطة الناس قد تكون له أسبابه المقبولة، وربما كان هذا نمطا وأسلوبا لأسرتها، وربما لحقها أذى من بعض الشريرات فآثرت أن تبتعد عن المجالس.
وعلى كل حال فالمهم هو دينها وأخلاقها واستقرار أسرتها ثم بحصول الميل إليها بعد الرؤية الشرعية، ونحن نفضل أن تشاور أخواتك، ويمكن أن يذهبن لزيارة أسرتها والتعرف عليهم، ومن حقكم أن تستفسروا عن أحوالها، كما أن الشريعة تدعو أولياءها للسؤال عنكم، والخطبة نفسها إنما شرعت ليحصل التعارف والتفاهم، ولكنها مجرد وعد بالنكاح لا تبيح لك الخلوة بالمخطوبة ولا الخروج بها، ونحن لا نفضل طول فترة الخطوبة، ونعتقد أن الانسجام الحقيقي لا يحصل إلا بالزواج، أما فترة الخطبة فهي رحلة لا تخلو من المجاملات، وإظهار الإيجابيات والاجتهاد في إخفاء السلبيات.
وأرجو أن يدرك كل شاب وفتاة أنه لن يجد شريكا خاليا من العيوب، ولكن (كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه) لأن ذلك دليلا على أن العيوب قليلة وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بترك التردد، وعليك أن تستخير ربك، وتستشير من حضرك من الفضلاء، واجتهد في معرفة وجهة نظر الأمهات والآباء، وتوجه إلى من بيده التوفيق والنعماء، واعلم أن سنة الله الماضية أن يضع الطيبات في طريق الطيبين، فاجتهد في أن تكون من الصالحين، واعلم أنه سبحانه يتولى الصالحين، وهو سبحانه مع المتقين ويحب المحسنين، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.