السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تقدم لي شاب ذو خلق ودين، واستخرت الله تعالى في ذلك وكنت أشعر براحة تغمرني تجاه الموضوع كلما أستخير، وأشعر بميل تجاه الخاطب وأرى أنه الإنسان الذي يناسبني من جميع النواحي، كما أني أحب عائلته ويحبونني، ولكن والدي أيضا استخار وقال إنه لم يرتح للأمر، ومنذ بداية الأمر لم يكن يحبذه لأنه لم يكن يرتاح لوالده.
علما بأن هناك علاقة بين الأسرتين عن طريق الوالدتين -صديقتان لدرجة الأخوة- وأما الوالدان فلا علاقة بينهما سوى زيارات في المناسبات ولفترات محدودة - أي لا يوجد احتكاك وتعامل بينهما - فأرجو المشورة في الأمر لأني لا أستطيع نسيانه وأشعر بتعلق شديد به، ودائما أدعو الله بأن ييسر الأمر من عنده، مع العلم أني غير مقتنعة بسبب رفض والدي فهو مجرد شعور، فما معنى اختلاف نتيجة الاستخارتين؟!
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العبرة باستخارتك أنت، كما أن الصداقة الحاصلة بين والدتك ووالدة الفتى تبشر بخير وانسجام، وأرجو أن يترك لك والدك الخيار لأن الأمر يعنيك بالدرجة الأولى، وإذا كان الشاب على خلق ودين فلا تترددي في القبول به، واطلبي مساعدة والدتك واجتهدوا جميعا في تطييب خاطر الوالد، مع ضرورة إخفاء مشاعر الوالد السلبية عن الشاب وأهله، والأصل أن يستخير الإنسان لنفسه ولا مانع من أن يدعى الوالد والوالدة لك.
ولا يخفى عليك أننا مطالبون أن ننظر إلى الدين والأخلاق أولا، ولا مانع بعد ذلك من النظر إلى الأشياء الأخرى، ومن المهم جدا حصول التوافق والقبول، فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والشريعة لا تبيح للوالد ولا لغيره التدخل إذا كان المتقدم صاحب دين وأخلاق، وأما إذا كان المتقدم فاسقا أو مدمنا فإن للولي أن يتدخل، وعليه فإن تدخل الولي مربوط بمصلحة الفتاة لأنها ربما تخدع والرجال أعرف بالرجال.
ولا شك أن النفرة الحاصلة من الوالد لها علاقة وثيقة بما يشعر به من ضيق تجاه والد الشاب، ولكن أنت وحدك من ستعيشين مع هذا الشاب، وعليك أن تفعلي ما يرضي الله ثم ما تميل إليه نفسك، واطلبي مساعدة الأهل حتى تتمكنوا من إقناع الوالد.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء، فإن الله سبحانه قريب مجيب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.