السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
لدي شعور قوي بأنني جبان، وأخاف من كل شيء، وبالأخص المشاكل مع الآخرين، وكثير من الأحيان أتنازل عن حقي بسبب الخوف، ويصيبني عند علمي بوجود مشادة أو عندما أشعر بوجود مشكلة من الممكن أن أكون طرفا فيها ولو من بعيد تنتابني زيادة في ضربات القلب، واهتزاز ورعشة عند منتصف الذراع (الكوع) وحتى أطراف الأصابع، ومن الركبتين وحتى أسفل القدمين، مع وجود تلعثم في الكلام.
فأرجو أن تفيدوني هل من علاج متوفر لهذه الحالة؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالطبع هنالك علاجات كثيرة بالنسبة لحالتك هذه، فهي في الأصل نوع من القلق، ونوع من المخاوف التي تعتمد وتقوم على مفاهيم خاطئة حول نفسك وذاتك.
الشجاعة والإقدام والقوة والجبن كلها أمور نسبية، ومن الخطأ أن يحكم الإنسان على نفسه أنه جبان، تصحيح الأمور يعتبر هو المحك الرئيسي بالنسبة للعلاج المعرفي في حالتك هذه، أي أنه يجب أن تعيد النظر في مفهومك حول نفسك، هذه الأحكام المسبقة والأحكام الشديدة على النفس بالطبع تولد مشاعر نفسية داخلية سلبية، وأنا أقدر تماما ما ينتابك من أعراض، ولكن أعتقد أن هنالك نوعا من المبالغة في هذه الأعراض، وذلك بناء على مفاهيم سالبة وخاطئة كما ذكرت لك.
لا تعتقد أن كل الناس تحمل قلوب الأسود أو أنهم بالشجاعة المطلقة، فكما ذكرت لك فالأمر هو أمر نسبي، أنت ربما تكون حساس نحو الآخرين، وربما تكون سريع التأثر، وهنالك آلاف بل ملايين الناس من تنتابهم مثل هذه المشاعر، ولكن ربما لا يتحدثون عنها أو ربما لا تظهر عليهم بالرغم من اعتقادهم أنهم يرتعشون أمام الآخرين، ومن الجميل أنك تتكلم الآن عن هذه الأعراض وهذه الصعوبة التي تنتابك؛ لأن الكلام والتفريغ النفسي في حد ذاته يعتبر نوعا من العلاج، فأرجو أن تغير مفاهيمك حول نفسك.
أيضا أمر آخر هو تكثر من التفاعل والتواصل مع الآخرين، وحين يكون هنالك نوع من المشادة في الكلام أو عدم الارتياح قل لنفسك: أنا لن أتنازل عن حقي، ولن أحيد عن الحق وعن الحقيقة، الإنسان حين يعتمد على الحقيقة، ويتخذ الحق منهجا له لن تأتيه مشاعر سلبية داخلية، كثير من الناس تأتيهم هذه التفاعلات السلبية؛ لأن الإنسان يحاول أن يدافع عن نفسه بصورة مطلقة دون مراعاة ودون التزام بضوابط الحوار أو أن يضع في دفاعه أي وسيلة تحميه من الآخرين.
قل لنفسك: أنا سوف ألتزم بالحق وأنا على حق.. هذا التجرد في الشعور يعطي أيضا الشعور بالطمأنينة.
أخي الفاضل! لو انخرطت في أي نوع من العمل الاجتماعي، كالانضمام للجمعيات الخيرية، والعمل الاجتماعي على نطاق المنظمات الشبابية أو على نطاق الحي، هي في الحقيقة كلها وسائل للدمج الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي الإيجابي الذي يقلل من هذه المشاعر.
أيضا القراءة عن سيرة الشجعان والأبطال - وهم الحمد لله كثر في تاريخنا الإسلامي - ومحاولة الاقتداء بشيء مما كانوا يتميزون به سوف يساعدك في تقليل هذه الأعراض.
الجانب الآخر في العلاج هو بالطبع أن تبرز نفسك بوضوح في مجال عملك، فكن متقنا وكن مجيدا وملتزما، وهذا بالطبع سوف يعطي الانطباع الممتاز للآخرين عنك، وهذا سوف يعود عليك أيضا بفائدة نفسية إيجابية بإذن الله تعالى.
سوف أصف لك دواء بسيطا يساعد ويجعلك - بإذن الله - أكثر اطمئنانا، وسوف يزيل هذا القلق والتوتر عنك بإذن الله تعالى، والدواء الأول الذي أصفه لك يعرف باسم أنفرانيل؛ أرجو أن تتناوله بجرعة 25 مليجرام ليلا (حبة واحدة) وهي كافية تماما، تناوله لمدة أربعة أشهر ثم توقف عن تناوله، والعقار الآخر يعرف باسم إندرال، وهو أيضا يساعد في علاج تسارع ضربات القلب والاهتزاز والرعشة التي تعاني منها في بعض المواقف، تناول هذا الدواء بجرعة 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين ثم خفضها إلى 10 مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
أخي الكريم! حالتك هذه هي أقل مما تتصور، وهي ليست بالشدة أو الاستحالة في التغير.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
----------------------------------------------
انتهت إجابة المستشار/ د. محمد عبد العليم، ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الخوف بالطرق الشرعية : (262026 - 262698 - 263579 - 265121).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.