زوجي ينظر إلى الأفلام المخلة، ماذا أفعل؟

0 528

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة، لدي أربعة أطفال، زوجي يعمل في مهنة محترمة، ويصلي ويصوم، ويقرأ القرآن أحيانا، ولكن يقوم بمشاهدة أفلام وصور إباحية على النت، فهل هذا يجوز؟ أرجو الإجابة على سؤالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mna لاحفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك مع الآباء والإخوة، وشكرا لك على حرصك على طاعة الرحمن، وأرجو أن تثني على زوجك بما هو أهل له، ثم ذكريه بخطورة النظر في قنوات ومواقع الشر والعصيان، واجتهدي في أن تبرزي له ما وهبك الله من مفاتن؛ فإن ذلك يعصمه بعد توفيق الله من الشر والخذلان، واختاري لنصحه أحسن الأوقات وأجمل الألفاظ، ونسأل الله أن يأخذ بيده إلى طريق الهداية والإيمان.

لا يخفى عليك أن الله سبحانه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر فقال سبحانه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) [النور:31]. فبين سبحانه الثمرة العظيمة لهذا العمل فقال: (ذلك أزكى لهم) أطهر لنفوسهم وأجمع لقلوبهم وأرضى لربهم، ثم توعد المفرطين المقصرين المتساهلين فقال: (إن الله خبير بما يصنعون). ثم وجه الخطاب للمؤمنات رغم دخولهن في الآية الأولى فقال: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن).

أرجو أن يدرك الجميع أن جارحة البصر هي أقرب الجوارح من القلب وأشدها تأثيرا عليه؛ ولذلك الشيطان يستخدم هذه الجارحة في الإغواء، والنظر سهم مسموم من سهام إبليس، وإذا كان السهم مسموما فإنه يتلف البدن، كما أن النظرة تفسد القلب فلا ينتفع بعد ذلك بطاعة ولا يبالي بآثار وظلمات المعاصي، وقد أحسن من قال:

كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر
والعبد ما دام ذا طرف يقلبــه بأعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجتـه لا مرحبا بسرور جاء بالضرر

لا شك أن إدمان النظر في المواقع المشبوهة والشاشات العاهرة له أضرار بالغة الخطورة على الإنسان من الناحية الدينية والصحية والاجتماعية والنفسية، وقد يورث إدمان النظر العجز الجنسي والفشل في العلاقات الاجتماعية والأسرية، فاجتهدي في نصحه وترفقي به واقتربي منه، وأظهري له أنوثتك ودلالك، وحاولي إيجاد البدائل المفيدة والبرامج النافعة.

كما أرجو أن يكون غضبك لله، وعليك بالإخلاص والصدق في نصحه، وكوني أنت مثالا للالتزام بما تأمريه به، واذكري له إحسانه وفضائله.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله تعالى، ولا داعي للانزعاج فإن صلاته ستنهاه، وحرصه على الخير سيعصمه بعون الله وقوته، وأرجو أن تستفيدي من إقباله في رمضان؛ فذكريه ونفسك بطاعة الرحمن، ونسأل الله لك الصواب والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات