ما توجيهاتكم لشاب عاطل عن العمل؟

0 319

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب مسلم حاصل على الإجازة في القانون الدولي، مشكلتي باختصار تتمثل في صعوبة حصولي على وظيفة لكي أحقق ذاتي، رغم بذلي لكل أسباب البحث عن عمل، أرجوكم لا تبخلوا علي بإرشاداتكم، مع العلم أني أدخل عامي الثاني وأنا ما زلت عاطلا عن العمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنك قد حققت ذاتك بحصولك على الشهادات وبوصولك إلى هذه المرحلة المتقدمة، والله تبارك وتعالى يوزع الأرزاق بين عباده، فهذا يعطى أموالا، وهذا يعطى علما، وهذا يفوق غيره في الدين والحلم (( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ))[الزخرف:32]، وقد يمنح الرجل وظيفة ولكن يحرمه من التوفيق، وقد يعطي الإنسان مالا ويسلبه العافية، فسبحان من لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

ولا شك أن السعيد هو الذي يرضى بقسمة الله ويحمده في كل الأحوال، فينال بشكره وثنائه المزيد، ويحفظ الله عليه بشكره ما أولاه؛ فإنه سبحانه شكور حميد، ولا لوم على من بذل الأسباب ثم انتظر ما يقدره الوهاب، والمؤمن يرضى بما يقدره مسبب الأسباب ملهم الخير والصواب.

وهذه بعض النصائح التي نوجهها لك، وهي كما يلي:

1- عليك بكثرة اللجوء إلى الله.

2- مواصلة البحث مع التوكل على الله.

3- إظهار الرضى وتجنب التسخط.

4- سلامة الصدر لإخوانك، والفرح بما أعطاك الله من عافية وبما أعطاهم من وظائف أو أموال أو غيرها.

5- النظر إلى من هم أسفل منك في الدنيا وإلى من هم فوقك في الدين، وسوف تجد لسانك يلهج بذكر ربك المجيد.

6- الاهتمام ببر الوالدين وصلة الرحم، فكل ذلك من أسباب الرزق.

7- الإكثار من الاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار.

8- مساعدة الضعفاء والمحتاجين ليكون رب العالمين في حاجتك.

9- عدم اشتراط وظيفة معينة، فإن أبواب الرزق واسعة، ولا حرج على القانوني أو غيره إذا عمل بأي وظيفة، فكل عمل حلال شريف، ولا بأس من طلب الأفضل مستقبلا.

ولا شك أن بعض الشباب يقعون في الخطأ عندما يصر الواحد منهم على وظيفة معينة لا يقبل سواها ولا يفكر في غيرها، ويكون بذلك قد ضيق على نفسه، وليس من الضروري أن نربط طلب الرزق بالشهادات، بل إن هذا المشكل كان سببا في ضياع العلم وتوقف الطلاب عن طلب العلم بمجرد حصول الواحد منهم على وظيفة، وربما خالف بعضهم ميوله من أجل مواكبة سوق العمل.

10- الحرص على طاعة الله وتقواه، فإنه سبحانه وعد المتقين بأن ييسر أمورهم، قال تعالى: ((ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا))[الطلاق:4] ووعدهم بالرزق فقال سبحانه: ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه))[الطلاق:2-3].

11- التسلح بالصبر فإن العاقبة للصابرين.

12- المواظبة على الصلاة والحرص على الرفقة الصالحة.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات