رفض الخطيب بسبب أفعال أمه، فبماذا تنصحون؟

0 400

السؤال

السلام عليكم..

تقدم زميل لي كان في الدراسة للزواج مني، هو ذو خلق ودين، ويحبني، وقامت والدته -سامحها الله- بإفساد جلسة التعارف بين العائلتين، باعتراضها الفظيع على كل شيء، برغم علمها المسبق بما سيقال، وقام أهلي برفض هذه الزيجة، وزميلي متمسك بي، وقام بالاعتذار لأهلي، وعلل ما فعلته والدته بالغيرة عليه وبمرضها، وأنا الآن في حيرة من أمري هل أقبل به مرة أخرى وأحاول إقناع أهلي برغم معارضتهم، وعلمي باحتمالية أن تتسبب والدته بمشاكل أخرى برغم اقتناعها بي وبأهلي أم أرفض الموضوع برمته برغم الضرر النفسي الواقع على كلينا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن صاحب الدين والأخلاق عملة نادرة، والعاقلة لا تفرط في صاحب الدين، وقد أحسن باعتذاره لأهلك، وأرجو أن يكرر الاعتذار والتوضيح، واعلمي أن أهلك يغضبون لأجلك، فإذا ظهر لهم رغبتكم في الاستمرار وحرصك على مسامحة والدة الشاب، وقبول الاعتذار، فسوف يتغير الوضع بحول الله وقوته.

ولست أدري لماذا لا يطلب الشاب من والدته الاعتذار، ولو عن طريق الهاتف، فإن ذلك سوف يخرج ما علق بالنفوس بتوفيق ربنا القدوس، وإذا كان الشاب مناسبا وصاحب دين وأخلاق، وحصل ميل إليه فلابد من الصبر على والدته، ولا أظن أن الحياة تخلوا من الأزمات، والمهم هو فهم الزوج لما يحصل من والدته، ومن الضروري أن تكوني حكيمة في التعامل معها فإنها بمنزلة الأم، والغيرة منها متوقعة؛ لأن بعض الأمهات تشعر أن زوجة الابن جاءت تشاركها في جيبه وحبه أو لتسيطر على ولدها وفلذة كبدها، كما أن هذه المشاعر السالبة تتعمق إذا أظهر الرجل احتراما وتكريما واهتماما بزوجته وبأهلها، ولم ينتبه لحاجة والدته لمن يهتم بها، ومن هنا فنحن ننصح كل من يدخل إلى رحاب الحياة الزوجية بأن يزيد من الاهتمام والاحتفاء بوالدته وأخواته حتى لا يشعروا أن البساط بدأ ينسحب من تحت أرجلهم.

ولا شك أن الأفضل أن تكون المحاولات من قبل الرجل، وعليه أن يكلم العقلاء من أهلك، ويطيب خواطرهم، ويطلب مساعدتهم، مع ضرورة اللجوء إلى الله الذي قلوب العباد بين أصابعه.

كما أرجو أن يدرك الجميع أن حصول مثل هذه التوترات أمر مألوف، وأن المهم هو علاقة الزوج بزوجته، وحصول التوافق والتفاهم، وأن حصول المشاكل من أطراف خارجية ما ينبغي أن يأخذ أكبر من حجمه.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله عز وجل، ثم بالاحتكام إلى الشرع، واستخدام نعمة العقل، وتقديم العقل على العواطف والمجاملات، مع ضرورة إدراك الجميع أن الحياة لا تصفوا من الأكدار، وأن الإنسان إذا تأمل مشاكل الناس نسي مشاكله، ونسأل الله أن يجمعكم على الخير وأن يؤلف على الخير قلوبكم.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات