السؤال
أنا في صغري كنت أشتكي من مرض نفسي في الكلام، وكان الناس يسخرون مني، كبرت وتحسنت ولكني أحب أن أفعل شيئا لأريهم من أنا وأعلمهم درسا لكن لا أعرف كيف؟ ما هي الطريقة؟
أنا في صغري كنت أشتكي من مرض نفسي في الكلام، وكان الناس يسخرون مني، كبرت وتحسنت ولكني أحب أن أفعل شيئا لأريهم من أنا وأعلمهم درسا لكن لا أعرف كيف؟ ما هي الطريقة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ........ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنحن نتمنى أن تحمد الله الذي كتب لك الشفاء ولا تهتم بما حصل من الناس فإن الشامتين ليسوا من العقلاء، وأرجو أن يكون همك رضوان رب الأرض والسماء، واعلم بأن من يسخر من الناس لابد أن يكون يوما اضحوكة للجهلاء؛ لأن الجزاء من جنس العمل وطوبى للعقلاء الذين يشغلون أنفسهم بالنظر في عيوب أنفسهم، ويسعون في إصلاحهم حتى يفوزوا بالسعادة والهناء، ومرحبا بك في موقعك بين الإخوان والآباء.
وأرجو أن تعلم أن الإنسان يرتفع بإيمانه وخوفه وتقواه، ويعلو بحفظه لكتاب الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) كما أن الإنسان ينال الرتب العالية بعلمه وفضله قال تعالى: ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات))[المجادلة:11]، وقد قال علي رضي الله عنه:
ما الفضل إلا لأهل العلم أنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء
فقم بعلم ولا تبغي به بدلا **** الناس موتى وأهل العلم أحياء
إلى أن يقول:
ومقدار كل امرئ ما قد كان يحسنه ** والجاهلون لأهل العلم أعداء
ولا يخفى عليك أن العاقل إذا ذكره الناس بعيوبه قام بإصلاح بنفسه، واجتهد في أن يكون متميزا بدينه وأخلاقه، وإذا وجد الدين سهل إصلاح كل خلل ونقص وقد أحسن من قال:
وكل كسر فإن الدين يجبره *** وما لكسر قناة الدين جبران
وقد أشار الإمام الشافعي إلى فضل السخاء والكرم ودورهما في ستر العيوب وذلك عندما قال : ( وكل عيب يغطيه السخاء ) بالإضافة إلى حلاوة اللسان وحفظه من عورات الناس، فإن الناس يظهرون عيوب من يتكلم عنهم ويسكتون عن المؤدب الذي يحرص على أن يقول الخير ويفعل الخير الذي يتكلم فينعم أو يسكت فيسلم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن لا يقابل أخطاءهم بالخطأ ولا ترد على إساءتهم بمثلها، واعلم أنك ما جازيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه.
ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يسدد خطاك.