السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مشكلة مع فاكهة الكيوي، أنا عمري ثلاثة وعشرون عاما، منذ سنة تقريبا بدأت أشعر أنني عندما آكل فاكهة الكيوي أشعر أنني أريد أن أحك فمي من الداخل، وأبدأ أحك شفايفي إلى أن تنتفخ! لذلك ابتعدت عن أكله، ولكنني أيضا عندما أقشره لأطفالي أشعر بحكة عجيبة بيدي، وأبدأ أحكهم إلى أنه يبدأ الدم يظهر، ولا أعرف ما السبب؟
مع العلم أني قبل سنة لم يكن يحدث معي هذا الشيء.
والسلام عليكم ورحمة الله، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما تشتكين منه هو وصف واضح لحالة التحسس من مادة الكيوي، ولا يوجد حل لأي نوع من التحسس سوى الابتعاد عن المادة التي تتحسسين منها.
مظاهر الحساسية تختلف فقد تكون الشرى، وهو انتفاخ الموضع المتحسس مع حدوث احمرار، وهذا ناتج عن توسع الأوعية الدموية، ويكون حاكا، وقد يصيب الجلد أو الأغشية المخاطية للفم ويؤدي إلى ضيق في النفس أو صعوبة في البلع، ولو زاد عن حد معين قد يؤدي إلى الاختناق بسبب انغلاق المجاري التنفسية، وهذا النوع هو الأهم، ويحتاج تجنب الأسباب بالضرورة وعدم التساهل سواء في الوقاية أو في الاحتفاظ بعلاج للطوارئ في حال حدوث الحالة الشديدة المؤثرة على التنفس، ونقول: الحمد لله أن ما تشتكين منه هو الحالة الخفيفة، ولكن ذلك عرضة للزيادة إن لم تتقي الأسباب.
مظهر آخر للتحسس هو الأكزيما، وهي مرض تحسسي حاك، يبدأ بالحكة والاحمرار، وظهور حويصلات صغيرة يخرج منها سائل لزج لو تم حكها بعنف، أو تم تفجيرها عن طريق الحك المقصود، ومن أسبابها التماس مع المواد المحسسة.
إن الشرى والأكزيما متقاربان من حيث العنوان، فهما زمرة مرضية واحدة من يصاب بإحداهم عرضة للإصابة بالثانية.
إن التحسس قد يظهر مبكرا ويستمر، وقد يظهر متأخرا ويستمر بعد الظهور، وهو يتلاشى وينقضي من نفسه بعد حدوثه، ولكن تكراره بالتعرض للمحسس لا ينتهي، ونقصد بذلك أنه إذا حدث تحسس من مادة كالكيوي فإن الظاهرة من هذا التحسس ( الاحمرار والحكة والانتفاخ) قد تزول مع الزمن، قل أو كثر دون علاج، ولكن تكرار حدوث التحسس بعد كل تعرض للمادة المحسسة هو الذي يستمر.
هناك ما يسمى التحسس المتصالب، وهو حدوث تحسس للكيوي، وبعدها حدوث تحسس للموز مثلا لم يكن موجودا قبل التحسس للكيوي، ويستمر التحسس للموز على الرغم من انقطاع التعرض للكيوي.
ننصح بالوقاية من التعرض للكيوي بكل صوره وأشكاله، سواء الملموس أو المشروب أو المأكول أو المخلوط مع غيره ولو بكميات ضئيلة.
إن تناول مضادات الهيستامين ضرورة مثل الكلاريتين 10 مغ، أو الزيزال 5 مغ، أو التلفاست 180 مغ، وذلك عند اللزوم، ومن الضروري الاحتفاظ بها في البيت كعلاج ضروري للطوارئ، وعدم التساهل في ذلك.
في الحالات الشديدة يستطب استعمال الكورتيزون، ويفضل مراجعة طبيب أمراض جلدية أو طبيب أمراض تحسسية للإشراف والتعليم على كيفية استعمال الكورتيزون لو استطب ذلك.
وبالله التوفيق.