السؤال
هل تترك الفواحش في الفاعل أو المفعول فيه أثرا على جسده يمكن الاستدلال به على أنه فعل الفاحشة؟
هل تترك الفواحش في الفاعل أو المفعول فيه أثرا على جسده يمكن الاستدلال به على أنه فعل الفاحشة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعند ممارسة الفاحشة تكون هناك احتمالات عديدة لانتقال أمراض تعرف بالأمراض المنقولة جنسيا، وهي عديدة وكثيرة، وتختلف أسبابها وأعراضها، وباختلاف هذه الأمراض تختلف الأعراض، فيظهر بعضها على الجلد، وتظل أخرى بدون أعراض ظاهرة في البداية، ولكن ما تلبث أن تظهر في مراحل متقدمة من المرض إذا لم يعالج.
وسأحاول هنا ذكر بعض من هذه الأمراض وتأثيرها.
1- أكثر هذه الأمراض خطورة هو مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وهو ليس له أي أثر خارجي على الجسد في المراحل الأولى للمرض، ولا يمكن توقعه أو تشخيصه إلا بتحاليل الدم؛ لذا يمكن أن تنتقل العدوى للرجل بعد الفاحشة ولا يدري بها نظرا لعدم وجود أي أثر على الجسد، ولكن مع تقدم المرض مع الوقت من الممكن ظهور أعراض كثيرة على الجسد، مثل أورام أو التهابات فطرية وبكتيرية منتشرة أو حساسية مفرطة أو أكزيما دهنية وأخرى،
وكلها أعراض تدل على تطور المرض.
2- المرض الشائع والمعروف بالسيلان، وتكون أعراضه هي ظهور إفرازات كثيرة صفراء اللون تخرج من الذكر وتظهر في الملابس الداخلية، وتظهر عند الضغط على رأس الذكر، فتخرج من فتحة البول، وغير ذلك لا يترك أثرا على الجسد.
3- الزهري، وتظهر أول أعراضه على الذكر بوجود قرحة غير مؤلمة، وتحدث بعد الفاحشة بأسبوعين ولكن تختفي مع الوقت دون أثر، وفي حالة عدم العلاج تظهر أعراض أخرى، وفي مراحل المرض المتقدمة تترك آثارا على الجسد.
4- الهربس التناسلي، وهو أكثر الأمراض إزعاجا للمريض؛ حيث لا يشفى منه، وتظهر الأعراض على هيئة حبوب مؤلمة على الذكر، وتتكرر عدة مرات في السنة، ولكنها في كل مرة تختفي دون ترك أثر.
5- الكلاميديا لا تترك أثرا واضحا على الجسد ولكنها تسبب أعراضا داخلية.
6- الإصابة بالسنط، والذي يظهر على جلد الذكر أو كيس الصفن.
إذن باختصار حيث لا يتسع المجال لذكر كل الأمراض وأعراضها: إنه بعد ممارسة الزنا مع شريك مصاب بأي من هذه الأمراض تحدث العدوى للشخص، وحسب نوع المرض وتأثيره ومناعة الشخص تتحدد الأعراض، فمنها ما يظهر على الذكر ويختفي، ومنها ما يستمر إذا لم يكن هناك علاج فيصيب الجسد كله ويترك آثارا ظاهرة.
وتكمن التأثيرات الخطيرة على الصحة العامة، والتي لا يكون لها تأثير واضح على الجلد، ولكن تؤثر على الأجهزة الداخلية، والتي من الممكن أن تسبب الوفاة.
وتكون الوقاية بالتزام طريق الحق سبحانه وتعالى والبعد عن الفاحشة، وتذكر قول الحق: (( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ))[الإسراء:32].
والله المستعان.