السؤال
السلام عليكم.
هناك إمكانية لدراسة اللغة العربية أو التاريخ والجغرافيا والحصول على الأستاذية في ذلك، فأيهما أختار؟ مع العلم بأن برنامج العربية فيه اللغة، والإعراب، والشعر القديم والحديث، لكن يوجد أيضا دراسات عن المعتزلة وبعض الكتاب أمثال أركون.
هناك اختلاط في الأقسام لكن الحضور غير إجباري، فما هي نصيحتكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن اللغة العربية هي وعاء القرآن والسنة، وهي اللغة التي اختار الله لتكون رسالته الخاتمة بها، ودراستها والتبحر فيها مما يعين على فهم الشريعة وخدمتها، مع ضرورة أن تخلص في كل ذلك لله، وأرجو أن تخلص في كل ذلك لله، وأرجو أن تحرص قبل ذلك على دراسة العقيدة الصحيحة والأشياء الأساسية حتى لا تتأثر بما قد يقابلك من بدع وانحرافات؛ فإن معرفة الحق وقاية بإذن الله من السقوط في هاوية الانحراف والشبهات.
ولا شك أن الاختلاط فيه ضياع للعلم والأخلاق والدين، وهذا ما توصل إليه الكافرين، ولست أدري متى يدرك القائمون على أمرنا خطورة هذا الأمر الذي حرمته شريعتنا، بل إن الدراسة الحديثة أثبتت أن الاختلاط حتى في مدراس الأطفال في المراحل الأولى له آثاره الخطيرة جدا، ولا يتعجب الإنسان إذا أدرك أن هناك بلادا أوروبية تمنع الاختلاط حتى في بعض مدارسها الابتدائية.
ولا يخفى على أمثالك أن الشريعة باعدت بين الرجال والنساء حتى في أطهر البقاع، فجعلت صفوف النساء آخرها وجعلت شر صفوف الرجال آخرها لقربها من النساء، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بابا، وكان ينتظر قليلا حتى تأوي النساء إلى دورها حتى لا يختلطن بالرجال.
وعليه فإننا نقول لك: إذا كان بالإمكان إتقان الدراسة دون الحاجة إلى الجلوس مع النساء ففي ذلك الخير الكثير، وإلا فعليك باتخاذ أماكن بعيدة عنهن، وغض البصر عن رؤيتهن وتفادي ما يجمعك بهن، مع ضرورة مراقبة الله في السر والعلن، والاستعانة به وسؤاله العافية.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة الاهتمام بدراسة اللغة العربية، مع ضرورة الاستفادة مما ورد في كتاب الله وسنة رسوله، فليس هناك أفصح ولا أجمل ولا أروع من لغة القرآن والسنة.
ونسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك.