هل أخبر خطيبي أم أسمع كلام الأطباء؟

0 443

السؤال

أنا ممرضة أعمل في أحد المستشفيات، وتمت إصابتي بشكة من سن شرنجة غير ملوث بالدم من مريضة مصابة بالإيدز، وتم عمل الفحوصات والحمد لله لم أصب بشيء.

أنا مخطوبة وسوف أتزوج الشهر القادم، وعندما سألت الطبيب عن إمكانية إصابتي بالمرض قال إن نسبة الإصابة صفر؛ لأن الحقنة غير ملوثة بالدم، وعندما سألتة أن أخبر خطيبى بما حدث قال لا! لأنه لا يعمل في المجال الطبي، وقد لا يتفهم الأمر، وربما يتسبب ذلك في بعض الخوف لديه، وأقنعني أن لا أخاف نهائيا، وقد أعدت التحاليل 3 مرات، والحمد لله النتيجة سلبية.

وأنا أتساءل هل من المفروض أن أخبر خطيبي أم أسمع كلام الأطباء، ولا داعي لإخباره حتى لا يسبب له قلقا؟

أفيدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bosy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن إخبار خطيبك أو غيره بما حصل خطأ كبير، والإنسان يملك سره فإذا أذاعه كان ملكا لغيره، وكلام الأطباء حاسم في هذه المسألة، خاصة بعد تكرار الفحوصات، فاحمدي الله على العافية، واشكري نعمه وآلائه الظاهرة والباطنة، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يرزقك الهداية وأن يمتعك بالعفو والعافية.

وأرجو أن تعلمي أن الإصابة بالمرض من قدر الله، وليس بالعدوى وحدها، وإلا فمن أعدى الأول؟ فالعدوى سبب، والأسباب لا تعمل إذا قدر مسبب الأسباب، ومن حق المؤمن أن يحتاط وأن يفر من المجذوم، ولكن من الضروري أن يوقن أن الأمر لله من قبل ومن بعد، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي تورث الإنسان يقينا وطمأنينة وتربطه بالله عز وجل، كما أرجو أن نسجل سبق الإسلام فيما يسمى بالحجر الصحي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها وإذا ظهر في أرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها)، وقد جاء النهي كذلك بعدم إيراد مريض على صحيح.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبكثرة الدعاء؛ فإنه لا يرد البلاء مثل الدعاء، والدعاء من قدر الله، والمسلمة ترد قدر الله بقدر الله، كما أن الدواء من قدر الله، وقد أمرت الشريعة المسلم أن يتداوى ولا يتداوى بالحرام، والفرق كبير بين من تصاب بمرض الإيذر عن طريق الخطأ الطبي، وبين من تصاب بذلك لوقوعها في الفواحش، وهل الإيذر إلا عقوبة من الله للعصاة؟ وقد يكون في المرض اختبار ورفعة للمؤمن.

ونحن نتمنى أن تكوني ناصحة لإخوانك، وحرضي المريضات على التوبة والرجوع إلى الله، مع ضرورة حرصهن على كف الأذى عن أخواتهن وإخوانهن.

ونسأل الله للجميع العافية والسلامة، والمغفرة والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات