ما رأيكم بزواج الشاب بفتاة في مثل سنه؟

1 755

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

سؤالي هو: عن تأثير فرق العمر بين الزوجين، وهو سؤال موجه مني ومنها، ونريد أن نعرف ما هي مشاكل تزوج شاب بفتاة في نفس عمره؟ وما تأثير ذلك في حياتهم المستقبلية؟

فهي تقول أنه من الخطأ أن يتزوج الشاب فتاة بعمره، وأن المرأة بسبب الضغط اليومي وسرعة تأثرها ولأسباب أخرى يبدو شكلها أكبر سنا من الرجل الذي في نفس عمرها، وبالتالي هذا الأمر يزعجه وخاصة عندما يصل مرحلة ما يشعر فيها أنه ما زال في شبابه أو قوته ويرى زوجته متعبة الوجه وبدأت التجاعيد تظهر عليها... إلخ.

أرجو أن ترشدونا عن مساوئ الموضوع وما مدى خطورته؟ فهي تشعر بأن لهذا الأمر خطورة على مملكتها المستقبلية، وأنا أرغب بمعرفة حقائق الموضوع وتأثيره.

ولكم منا جزيل الشكر والامتنان، ووفقكم الله لكل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ 2 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن فارق العمر لا يؤثر إطلاقا إذا وجد التوافق والانسجام، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وليس من شروط السعادة الزوجية أن يكون عمر الفتاة أصغر، وقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم مع خديجة وسعد معها وكان بينهما فارق كبير في السن، وتزوج عمر رضي الله عنها من أم كلثوم بنت علي رضي الله عنها وكان الفارق بينهما كبيرا أيضا، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة وسعد معها وكان يكبرها كثيرا.

وأرجو أن يدرك الجميع أن جمال الصورة والجسد عمره محدود، وهو عرضة للزوال، ولكن جمال الروح بلا حدود، وليس المقصود: تسره إذا نظر إلى جمال الظاهر وحده، ولكن بنشاطها وحركتها ولطفها وقدرتها على التجديد في حياتها، ولا يخفى عليكم أن الجمال مهما كان فإن الإنسان يعتاد عليه ويألفه فيفقد كثيرا في رونقه.

وأرجو أن أنبه إلى أن الشاب العاقل المتزن تصلح معه الفتاة الناضجة، فإذا كان الرجل كبيرا في مهامه وهمته فقد يحتاج إلى امرأة عاقلة تتفهم وصفه وأحواله.

ومن هنا فنحن نرى أن الفارق بينكما ضئيل جدا، ولن يكون له أي آثار إذا حصل التفاهم والانسجام وتحقق الحب والوئام، والقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء وهو سبحانه الذي يؤلف بين قلوب المؤمنين قال تعالى: (( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ))[الأنفال:63]. وما وجد خلاف بين زوجين أو صديقين إلا بذنب أحدثه أحدهما، فعليكم بكثرة الدعاء والتوجه إلى رب القلوب، وتعاونوا على البر والتقوى، فإن الاشتراك في الطاعات والسجود لرب الأرض والسموات والإكثار من التلاوة والحلقات يؤلف بين القلوب.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله وطاعته، فإنه سبحانه مع المتقين وهو سبحانه يتولى الصالحين.

ونسأل الله أن يكتب لكم التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات