السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ظلمت وأنا صغير وأهينت كرامتي عندما كبرت، ولما تذكرت هذا الموقف دعوت على من ظلمني، كما أني أتألم من هذا الموقف بعد الحادثه بـ5 سنين، وأصبحت أدعو على من ظلمني كثيرا.
وسؤالي: هل دعوتي هي دعوة مظلوم؟ وهل تستجاب ولا تتأثر ببعد الوقت؛ لأني دعوت بعد فترة ولم تستجب؟ وهل لو دعوت بعد 10 سنين عن حادثة سابقة يجوز ذلك؛ أي أن الدعاء ليس له وقت محدد؟ مع العلم بأني دعوت في هذه الفترة لأني حينها كبرت ووعيت لما حصل.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شش حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجبر كسرك، وأن يعوضك خيرا في الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه ومما لا شك فيه أن الظلم كربة، وأن طعمه أمر من العلقم، كما أنه من الأمور التي تلقى بظلالها على ذاكرة الإنسان، بل وحياته كلها لسنوات طوال إذا كان له آثار تصحب الإنسان وتؤثر على حياته بصورة واضحة، ولذلك أجاز الإسلام للمظلوم أن يدعو على من ظلمه بشرط عدم التعدي أو المبالغة أو تجاوز الظلم، ولقد وعد الله المظلوم بإجابة دعوته مهما طال الزمن، بل حتى وإن كان هذا المظلوم على غير الإسلام، فإن الله سينتقم له ممن ظلمه، فلك الحق في الدعاء على من ظلمك حتى ولو بعد وقوع الظلم بفترة أو بزمن طويل؛ إلا أنه يشترط أن يكون الذي حدث هو ظلم حقيقي وليس من وجهة نظرك أنت، وهناك ما هو أفضل منه ألا وهو العفو عمن ظلمك، وأن تتركه لله، واعلم أن من عفا وأصلح فأجره على الله، وأنه ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، فاحصد جائزة العفو فهي خير لك ألف مرة ومرة.
وبالله التوفيق.