السؤال
ابن أخي يبلغ من العمر سنتين ونصف تقريبا، عندما بدأ المشي تبين أن قدم رجله اليمنى مشدودة إلى الخلف، إلى العقب، أي أنه يمشي على أصابع رجله ومقدمة قدمه، ولا يستطيع وضع عقبه على الأرض، ذهبنا إلى دكتور مخ وأعصاب فطلب أشعة مقطعية للمخ، لكن لم نقم بها خوفا على الولد من التخدير الكلي الذي طلب منا، وكان حينها يعاني من الزكام، ثم ذهبنا إلى أخصائي عظام فقال: إنه يستطيع أن يقوم بعملية جراحية يقوم فيها بتطويل العصبة، ومن ثم يمشي على رجله بشكل طبيعي، لكن الذي أثار خوفنا هو أنه قال: أنا أضمن تطويل العصبة، لكن لا أضمن قوتها ونشاطها ونحو ذلك، فخفنا أن يؤدي ذلك إلى موتها ومن ثم إعاقة الطفل.
فما رأيكم هل نقوم بهذه العملية، وهل هي خطيرة؟ مع العلم أن الطفل أصيب بحمى في صغره وهو لا يزال رضيعا وتشنج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فضل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بداية أخي الكريم نعتذر عن تأخرنا في الرد عليك، فأرجو أن تلتمس لنا العذر، وأشكرك جزيلا على ثقتك العالية بنا ونرحب بك زائرا عزيزا وصديقا دائما لصفحتنا، ونرحب بالرد على سؤالك الكريم.
الفاضل نحب أن نطمئنك أن المشي على أصابع القدم ينتج من شد في وتر يسمى (اكيليس) مما يمنع الطفل من المشي على عقب القدم، وهذا الشد ينتج من عدة أسباب:
أولها: هو شد الوتر وقصره من تعود الطفل على المشي بهذه الطريقة، وهذا هو أبسط الأسباب وأسهلها علاجا، والعلاج يكون هو تطويل الوتر بعملية جراحية بسيطة يعقبها جبس لمدة 6 أسابيع ثم لبس حذاء طبي حتى يتعود الطفل على المشي بصورة طبيعية.
أما السبب الثاني: هو إصابة عضلات الساق الخلفية بالضعف نتيجة التهاب في العصب أو الضغط عليه أو إصابتها بالضعف نتيجة عيوب خلقية في تكوين العضلة ذاتها .
ولذلك للوصول إلى التشخيص السليم وتحديد السبب ما إذا كان هو شد في الوتر وقصره؛ أو أسباب في العضلات أو الأعصاب، لذلك يجب أن تكون البداية في علاج ابن أخيك بإذن الله تعالى، هي عمل أشعه على المخ والعمود الفقري وعمل رسم عصب لبيان حالتها حتى يتم الوصول إلى التشخيص قبل قرار الجراحة؛ لأن وجود أن السبب هو في ضعف العضلة سيؤدي إلى رجوع الطفل لحالة ما قبل الجراحة مما يسبب إحباطا للوالدين والشعور بأن الجراحة قد فشلت، ويجب على الوالدين معرفة أن الحل الجراحي ليس هو العلاج كاملا بل يجب أن يتبعه علاج طبيعي مكثف وارتداء حذاء طبي مخصوص.
وفي النهاية أخي الفاضل: أدعو الله عز وجل للطفل الغالي بالشفاء التام، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وشكرا جزيلا لك.