السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد تزوجت منذ عام تقريبا، وبعد سبعة أشهر من الزواج حملت فأجريت فحص بول فقط ولم أعمل أي فحوصات أخرى لأنه لم يطلب مني، وبعد شهرين ظهر دم بني اللون فذهبت للطبيبة فأجرت لي أشعة وقالت: إنه يوجد كيس حمل بدون جنين، وعملت لي فحصا وقالت: إنه توجد جرثومة (تكسو بلازما)، وهي سبب ذلك، وقد حدث الإسقاط ولم أعمل تنظيف.
وبعد دورتين حدث حمل آخر، وعملت فحصا لدم الحمل، واستخدمت الفوليك أسيد باستشارة طبية، وبعد تسعة أسابيع من الحمل عملت الدكتورة لي أشعة بسبب ظهور الدم، لكن في هذه المرة كان الدم أحمر، فقالت بأن الجنين غير طبيعي؛ لأن حجمه صغير -ستة أسابيع- ووصفت لي (Duphaston)، وبعد أقل من أسبوع نزلت قطعة كبيرة من الدم، فذهبت إلى المستشفى وعملت عملية تنظيف، وقالت الدكتورة: إنه من الممكن أن يحدث حمل بعد دورتين وبدون أن تعطيني علاجا للجرثومة، وقد أصبح عندي عقدة من الحمل، بالرغم من أني أتمنى من كل قلبي أن أصير أما، فهل يوجد علاج لحالتي؟!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلابد من التأكيد على أن الالتهابات الفيروسية أو التوكسو بلازما لم تعد من الأسباب العلمية المثبتة لتكرار حدوث الإسقاط، وبالتالي فلا يمكننا أن نلوم التوكسو بلازما فيما حصل لك.
ثانيا: هناك كثير من الأطباء يشخصون وجود التوكسو بلازما تشخيصا خاطئا، ويعتمدون على وجود الأجسام المضادة إن كانت مرتفعة، ولا يجوز تشخيص إصابة حديثة بالتوكسو بلازما إلا إذا كانت الأجسام المضادة من الفئة (Ig m) وهي المرتفعة، مما يعني إصابة حديثة في خلال أسبوع أو أسبوعين، وأما إن كانت الأجسام المضادة من الفئة (Igg) فهذا لا يعدو كونه إصابة قديمة منذ حوالي ستة أشهر إلى 12 شهرا، ولابد من إعادة التحليل بعد مرور أسبوعين للتأكد.
وعموما بالنسبة لحالتك فمن الأفضل الانتظار ثلاثة أشهر بعد السقط قبل محاولة الحمل مرة أخرى، ويفضل أخذ الدوفاستون حتى قبل حدوث الحمل، أي أنه إذا كانت دورتك منتظمة فيؤخذ من منتصف الدورة - أي من منتصف الشهر أو حتى بعد الإباضة إن كنت تستطيعين تحديدها - ولمدة أسبوعين، وبعد الأسبوعين أي إذا جاء موعد الدورة القادمة تجرين تحليل الحمل، فإن ظهر الحمل فتستمرين في أخذه، وإن لم يكن هناك حمل فيترك حتى تنزل الدورة، ويمكنك أيضا أخذ حبوب أسبرين الأطفال بأقل جرعة، إما (75 مليجرام) فإن لم يوجد فجرعة (100 مليجرام) يوميا منذ الشهر الأول من الحمل.
وأخيرا أود منك أن تعلمي أن مثبت الحمل ومقره في الرحم هو الله الذي لا إله غيره، وليس هناك دواء يخلق إنسانا ولا يهب حياة، وبالتالي فما نفعله هو أخذ بالأسباب، فالجئي إلى الله تعالى، وابذلي من نفسك ومالك ما تستطيعين رغبة في التقرب إليه كما في الحديث: (داووا مرضاكم بالصدقة)، فهناك الصدقة والدعاء، وهناك الرضا بالابتلاء، فكوني دائما راضية بما قسمه الله لك؛ حتى يرضيك ويعطيك ما تحبين بإذنه تعالى.
والله الموفق.