السؤال
لم تتحسن حالتي علما بأن مشكلتي هي:
من فضلك يا دكتور محمد ساعدني.
أنا عندي مشكلة نفسية متكررة ألا وهي أنني أشعر في محيط العمل أي المدرسة ( أنا مدرس رياضيات ) إنني غير مركز بالمرة ومخنوق ومضطرب جدا ومنسحب اجتماعيا بشكل واضح وتائه جدا. وهذه مشكلة تتكرر معي في كل مكان عمل أعمل فيه، وهي تؤثر على بالسلب جدا وكثيرا ما خسرتني عملي.
أيضا إذا تعرضت لأي موقف ضاغط جدا في العمل يحدث لي "نشفان شديد في الريق"! وبالتالي أكون في موقف صعب جدا ولا أستطيع التحدث أبدا.
أنا كشفت عند طبيب نفساني وأعصاب فكتب لي هذه الأدوية: فلوكستين- دوباكين ( للصرع ! ) – اربريكس ( للفصام ) ولكن لم تتحسن حالتي، فما هو العلاج السليم لحالتي الدوائي والسلوكي؟ وهل هذه الأدوية سليمة لحالتي؟
لكم مني جزيل الشكر، وتحياتي لهذا الجهد العظيم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حسني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الأعراض التي وصفتها حقيقة تمثل أنك تعاني مما يعرف بالقلق الاجتماعي أو قلق الرهاب الاجتماعي وهو مرتبط بظرف معين وهو ظرف المواجهة مع الآخرين وربما يكون هنالك نوع من الاكتئاب الثانوي ولكن يا أخي لا أرى أنك تعاني من أي من أعراض الفصام، صحيح في بعض الحالات نعطي جرعات صغيرة من الأدوية المضادة للفصام لأنها تدعم الأدوية المضادة للقلق والخوف والاكتئاب وهذا ربما يكون هو المبرر الذي أعطاك به الطبيب الزبركسا لهذا السبب.
عموما أخي الفاضل العلاجات السلوكية مهمة جدا وهي تعتمد على المواجهة والمواجهة يمكن أن تكون في الخيال أرجو أن تجلس في مكان هادئ وتتصور وبكل عمق أنك في مواجهة لمجموعة كبيرة جدا من الناس وأنك تلقي محاضرة أو تلقي درسا وهكذا، وتصور هذا الموقف وتصور أن مدير المدرسة يحضر هذه الحصة وكذلك الموجه وخلافه.... إذن عش هذا الوضع النفسي بكل جدية وكرر هذا المشهد يوميا، وعليك أيضا أن تتصور أنك في مواقف أخرى على سبيل المثال تخيل أنك تصلي بالجماعة في المسجد في الصلوات الجهرية تصور أنك تلقي محاضرة عامة، عليك أن تعيش هذه الخيالات بجدية وبتطبيق مثالي لما هو مقارب للحقيقة، هذا يا أخي يعتبر أمرا مفيدا جدا من الناحية السلوكية.
عليك أيضا أن تحضر حلقات التلاوة في هذه الحلقات إن شاء الله سوف تجالس الأخوة الذين تطمئن لهم وبالطبع مشاركتك في الحلقة نفسها سوف تمتص كثيرا من آثار الخوف وسوف تجد نفسك أنك أكثر اطمئنانا، عليك أيضا أن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية خاصة رياضة كرة القدم هذا أيضا يجعلك تتفاعل اجتماعيا بصورة جيدة جدا، عليك أيضا أن تكثر من حضور المناسبات الاجتماعية أي مناسبة اجتماعية تدعى لها وأن تكون من السباقين وأن تكون دائما في الصفوف الأمامية، وكذلك أوصيك أخي بأن تواجه الناس بأن تنظر إليهم في وجوههم حين مخاطبتهم وألا تتجنب ذلك أبدا وكذلك حين تدخل في أي نوع من النقاش حاول أن تلجأ إلى التفاصيل بأن توسع أنت من محتوى الكلام حتى لو كان الطرف الآخر مقتضبا أو شحيحا فيما يقول هذا أيضا إن شاء الله ينمي لك القدرة على المواجهة، من الناحية السلوكية لك.
أخي! تذكر بأنك معلم وأنك مدرس وأن المعلم يقوم برسالة عظيمة جدا وهذا في حد ذاته سوف يعطيك الدافعية ويساعدك كثيرا.
أما من ناحية الدواء العلاجي فالفلوكستين يعتبر دواء جيدا ولكنه ليس العلاج الأساسي لعلاج هذه الحالة، أنا لا أعرف لماذا قد أعطيت الدبكين لأنه يعطى بالفعل لعلاج الصرع كما أنه يعطى في حالات اضطراب الهوس المزاجي أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، هذا الأمر أنا لا أستطيع أن أنصحك بالتوقف عنه إلا بعد أن ترجع إلى طبيبك ولكن الفلوكستين يمكن أن تتوقف عنه لأنه ليس دواء مثاليا لعلاج المخاوف الدواء المثالي هو زيروكسات أو ما يسمى علميا بباركستين أرجو أن تبدأ تناوله بجرعة 20 مليغرام ليلا بعد الأكل يوميا لمدة أسبوعين ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم أي 40 مليغراما ويجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة لا تقل عن 6 أشهر بعد ذلك يمكن أن تبدأ بالتخفيض التدريجي للدواء وهو نصف حبة يوميا لكل شهر.
بالنسبة للزبركسا يمكن أن تتناوله بجرعة 2.5 مليغرام في اليوم وهو هنا يعتبر علاجا مدعما للزيروكسات ويوجد علاج بديل للزبركسا وهو رزبريدون بجرعة 1 مليغرام قد يكون أيضا قد يكون بديلا جيدا وممتازا بالنسبة للزبركسا، أما الدبكين أرجو ألا تتوقف عنه إلا بعد استشارة الطبيب، أنا أرى أنك إن شاء الله سوف تتحسن بصورة كبيرة على الزيروكسات وهو الأفضل والأنجع حسب الأبحاث والتجارب العلمية الحديثة.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.