السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا متزوج منذ سنة وستة أشهر تقريبا، وقد حملت زوجتي في المرة الأولى بعد شهرين من زواجنا، واستمر الحمل حتى الشهر الثالث ثم أسقطت، ثم حملت مرة أخرى بعدها بفترة، واستمر الحمل الثاني إلى الشهر الخامس، وفي الشهر السادس اكتشفنا وجود تسمم في الحمل فدخلت المستشفى تحت المراقبة، وقبل نهاية الشهر السادس بأسبوع رأى الأطباء ضرورة توليدها لأن الضغط ارتفع لديها كثيرا، فولدت ولدا وتوفي الولد بعد الولادة بعشرة أيام، واستمررنا نراجع أنا وزوجتي واختفى الضغط والأملاح أو الصديد في البول.
والآن لنا خمسة أشهر -تزيد ولا تنقص- ولم تحمل زوجتي، وفي شهر رمضان الماضي عملت زوجتي تحاليل لأن لديها حليب في الصدر، علما بأنها قد أخذت نفس الحبوب بعد وفاة ابني واختفت واتضح وجود أملاح لديها بنسبة 15 إلى 20 وأخذت حبوبا بهذا الشان وكذلك حبوب الحليب، فما هو سبب عودة الحليب لصدرها؟ علما بأنه بكمية قليلة جدا، وهل هو سبب تأخير الحمل وسبب رجوع الأملاح؟ وهل لخوف زوجتي من حدوث تسمم في الحمل مرة أخرى له علاقة بتأخر الحمل؟ وهل تنصحونا بعمل تحاليل معينة أو أخذ أدوية معينة؟!
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس كل حليب في الصدر يعني ارتفاعا في مستوى هرمون الحليب المفرز من الدماغ، وزيادة إفراز هرمون الحليب من الدماغ هو الذي من الممكن أن يعيق عملية التبويض وبالتالي الحمل، ولذلك يجب التأكد بعمل تحليل لهرمون (Prolactin) ويتم إجراؤه في اليوم الثالث لنزول الدورة.
ولا علاقة لهرمون الحليب بظهور الأملاح في البول مرة أخرى، وأفضل في حالة زوجتك - إن كانت قد ولدت بعملية قيصرية - أن تنتظر على الأقل تسعة أشهر قبل محاولة الحمل مرة أخرى حتى لا يتأثر الجرح، وإن كانت قد ولدت ولادة طبيعية فلا يعد ذلك تأخرا في الحمل - خمسة أشهر -، فبعد ما مرت به من معاناة لابد لها من أن ترتاح ستة أشهر على الأقل بعد تلك الولادة.
وما يمكن أن يطمئن زوجتك هو أن نسبة عودة التسمم في الحمل مرة أخرى هي نسبة ضئيلة، حيث أنه من المعروف أن تسمم الحمل هو مرض البكريات ونادرا ما يتكرر في حمل آخر، وقد يكون العامل النفسي سببا في تأخر الحمل ولكنه لا يعتبر هو السبب إلا إذا استبعدت جميع الأسباب الأخرى من ضعف للإباضة أو انسداد في الأنابيب مثلا.
وما أراه الآن لكي ترتاح زوجتك نفسيا هو أنه لابد من عمل تحاليل شاملة للكلى حتى تطمئن على أن وظائف الكليتين لا زالت طبيعية بالرغم من وجود الأملاح، ثم إذا كانت دورتها منتظمة ونسبة هرمون الحليب طبيعية في الجسم فلا بأس من مراقبة الإباضة عن طريق الألتراساوند للتأكد من أن المبايض تعمل بصورة جيدة، ولا بأس من تناول حمض الفوليك من الآن إذا كنتما تفكران في الحمل، فإنه يؤخذ قبل الحمل بثلاثة أشهر، وفي الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وإذا حصل الحمل فلابد من مراقبة الأمور جيدا وأخذ حبوب أسبرين الأطفال بغية التقليل من عودة تسمم الحمل مرة أخرى.
والله الموفق.