السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعاني من الخيال الواسع، وأقع أحيانا في مشاكل وأتلفظ بكلام بناء على خيالي، وعندما أدرك ما قلت أندم كثيرا وأتسبب لنفسي بحالة من اليأس، فقد يسألني أحدهم: ماذا ستفعل لو كنت في هذا الموقف؟ فأبدأ بتخيل الموقف كما لو أنه أمامي وكما لو أنه حدث فعلا وأجيب السائل كما لو أنني موجود في الموقف، وفي بعض الأحيان أجيب بكلمات لا يجب أن أقولها بسبب أني كنت في الخيال عندما أجبت.
وقد يستفزني هذا الموقف مع أنه لم يحصل، لأنني عشت الموقف كاملا في خيالي، وأحيانا تتسبب لي مثل هذه المواقف بالندم الشديد والحزن، حتى أن آخر موقف حصل لي سبب لي الوسواس الذي أعاني منه منذ شهرين ولكنني قاربت على الشفاء بإذن الله، وأحيانا أتلفظ بكلمات عفوية ولا أعرف لماذا قلتها وأفكر فيها طويلا وأضع لها مبررات فيما بعد، وكثيرا ما أستفز بسهولة بسبب هذا كله وتختط علي الأمور حينما أريد التذكر، وإذا تذكرت قد يعمل خيالي مجددا ويجعلني أضخم الأمور وقد يجعلني أضيف أحداثا جديدة لم تحدث أصلا للموقف الذي أحاول تذكره، فما تشخيص حالتي؟ وكيف أتخلص من الوسواس الذي يعتريني؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا الذي يحدث لك هو نوع من الوساوس القهرية التي تقوم على الخيال وعلى الاسترسال في التفكير، وهذه الوساوس لها عدة أنواع، وهذا النوع بالرغم من أنه نادر ولكنه ربما يكون مزعجا بعض الشيء، ولكن يمكن علاجه أيضا والعلاج ليس بالصعب مطلقا.
وأرجو أن تجري نوعا من التحليل لهذه الأفكار وهذه المواقف التي تحدث لك، ثم بعد ذلك عليك أن تقنع نفسك بأن الذي يحدث هو أمر سخيف ويجب أن تحد منه ويجب أن توقفه بجميع الطرق والوسائل، ومن أفضل الوسائل أن تدخل على نفسك نوعا من التفاعل والاستشعار المضاد، فحين تسترسل في هذه الأفكار عليك أن تقوم بقول: قف قف قف، رددها مع نفسك عدة مرات، فهذا إن شاء الله سوف يؤدي إلى إيقاف هذه الأفكار، وعليك أن تشد انتباهك مع كلمة قف، وتنطقها بكل عمق، فهذا وجد أنه مفيد جدا.
ومن التمارين الأخرى هي حين تأتيك هذه الفكرة قل: أنا سوف أفكر في شيء آخر، سوف أفكر على سبيل المثال في معنى آية من آيات القرآن، فكر في شرح أي آية من آيات القرآن، أي أن تحضر نفسك مسبقا أنه حين تأتيك أحد هذه الأفكار سوف تستبدلها بفكرة أخرى أكثر نفعا لك،
والوسيلة الثانية في العلاج وهي وسيلة لا تقل عن العلاج السلوكي هي العلاج الدوائي، ومن أفضل الأدوية التي تفيد في علاج مثل هذه الحالات العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أو العقار الآخر الذي يعرف باسم فافرين، فيمكنك أن تبدأ تناول البروزاك وقد يوجد تحت مسميات تجارية أخرى، والمادة العلمية التي تكون البروزاك تعرف باسم (فلوكستين)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة 20 مليجراما يوميا بعد الأكل، ويمكنك أن تتناوله في الصباح أو المساء فهو دواء لا يسبب الكسل ولا يسبب النعاس مطلقا، واستمر على هذه الجرعة وهي كبسولة واحدة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعها إلى كبسولتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناول الدواء.
وأما إذا فضلت أن تتناول الفافرين - وهو أيضا فعال جدا - فالجرعة هي 50 مليجراما ليلا بعد الأكل تتناول هذه الجرعة يوميا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بعد ذلك إلى 100 مليجرام في اليوم، وبعد شهر من ذلك ارفعها إلى 200 مليجرام، ويمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة، أو يمكن أن تقسم الجرعة إلى 100 مليجرام صباحا و100 مليجرام مساء، ثم استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى 100 مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى 50 مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، ويمكنك أن تختار أيا من الدوائين، فكلاهما فعال، أسأل الله تعالى أن يجعل لك في هذا العلاج خيرا كثيرا، وأن تشفى تماما من هذه الحالة.
وبالله التوفيق.
-----------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي توضح السنة النبوية في محاربة الوساوس : ( 265121 )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.